عاجل

غزة: توقف الخدمات في 6 مرافق طبية بسبب منع الاحتلال إدخال الوقود

مستشفيات غزة
مستشفيات غزة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء الثلاثاء، عن توقف كامل للخدمات الطبية في ستة مرافق صحية رئيسية، نتيجة استمرار الحصار ومنع الاحتلال الإسرائيلي لمنظمة الصحة العالمية من إدخال الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

وأوضحت الوزارة، في بيان رسمي، أن المرافق التي توقفت عن العمل هي:

مستشفى الخدمة العامة، محطة الأكسجين المركزية، عيادة السلام، عيادة الشاطئ، مركز الجلاء الطبي، مركز حيدر عبد الشافي الطبي

وحذّرت الوزارة من أن ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع مهددة بالتوقف الكامل خلال أقل من 48 ساعة، في حال استمرار منع دخول الوقود والإمدادات الحيوية، مشيرة إلى أن المنظومة الصحية في غزة تعاني انهيارًا وشيكًا بفعل سياسة "الخنق الممنهج" التي تنتهجها سلطات الاحتلال.

اتهام مباشر للاحتلال بتقويض المنظومة الصحية

واتهمت وزارة الصحة الاحتلال الإسرائيلي بالاستهداف المباشر لما تبقى من المنظومة الصحية، من خلال الحصار ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية، الأمر الذي أدى إلى شلل تام في تقديم الخدمات الصحية في عدد من المرافق الحيوية، في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني والمعيشي في القطاع.

وأكدت الوزارة أن إصرار الاحتلال على منع وصول المساعدات الإنسانية والطبية يشكل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي الإنساني، ويهدد حياة آلاف المرضى ومصابي العدوان المستمر على القطاع.

خطر المجاعة في غزة

في ظل الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات، تتفاقم أزمة المجاعة في القطاع بشكل خطير، وسط ارتفاع ملحوظ في حالات الوفاة الناتجة عن الجوع وسوء التغذية.

وأعرب الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية بغزة، عن خشيته من موت جماعي وشيك للسكان، مشيرًا إلى أن المراكز الصحية تستقبل أعدادًا متزايدة من المرضى الذين يعانون من نقص حاد في التغذية.

وأوضح أن ما لا يقل عن 60 ألف امرأة حامل يعانين من الجوع وسوء التغذية، وسط ظروف معيشية وصحية متدهورة.

ووفقًا لتقديرات منظمة اليونيسيف، فإن 470 ألف شخص في غزة يواجهون جوعًا كارثيًا، وهو أعلى مستوى في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (المرحلة الخامسة). 

كما يحتاج نحو 71 ألف طفل إلى علاج عاجل لإنقاذهم من مضاعفات سوء التغذية، إضافة إلى قرابة 17 ألف أم في حالة صحية حرجة.

الأزهر الشريف: غزة تُباد في صمت والضمير الإنساني على المحك

في ضوء هذه التطورات المأساوية، أطلق الأزهر الشريف نداءً إنسانيًا عاجلًا وصفه بـ"الصرخة الحزينة" و"النداء المكلوم"، موجهًا رسالته إلى أصحاب الضمائر الحية وأحرار العالم، مطالبًا بتحرك فوري لإنقاذ أهالي غزة من مجاعة قاتلة يفرضها الاحتلال بقوة ووحشية لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

وأكد الأزهر أن الضمير الإنساني العالمي يخضع لاختبار قاسٍ، في ظل استمرار سقوط آلاف الأطفال والمدنيين ضحايا للقتل والجوع، محذرًا من أن من ينجو من القصف، يُهدد حياته العطش، الجفاف، ونفاد الدواء، إضافة إلى توقف المراكز الطبية عن تقديم الرعاية المنقذة للحياة.

ووصف الأزهر ممارسات الاحتلال بحق المدنيين في غزة بأنها "جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، لا سيما في ظل استهداف مراكز توزيع المساعدات ومواقع إيواء النازحين بالرصاص الحي، ومنع دخول الإغاثة الأساسية.

وأضاف البيان أن أي طرف يزود هذا الكيان بالسلاح أو يدعمه بالقرارات والمواقف المنافقة، يعد شريكًا في هذه الجريمة الإنسانية، وسيواجه حسابًا أمام الله "المنتقم الجبار"، داعيًا الجميع إلى تذكر المثل القائل: "أُكِلنا يوم أُكِل الثور الأبيض".

الأزهر: المأساة المتصاعدة في غزة لا تترك مجالًا للصمت

ويختتم الأزهر بيانه بالتأكيد على أن هذه المأساة المتصاعدة في غزة لا تترك مجالًا للصمت، بل تستوجب من كل عاقل، وكل من يؤمن بحرمة الإنسان وحقه في الحياة، أن يتحرك فورًا لوقف هذه الكارثة الإنسانية، قبل أن يُسجل التاريخ واحدة من أبشع جرائم الإبادة في العصر الحديث وسط صمت دولي مريب.

تم نسخ الرابط