عاجل

تغيرت التصريحات ترامب تجاه سوريا.. خبير: النظام السوري الحالي يعاقب مواطنية

علما سوريا والولايات
علما سوريا والولايات المتحدة

قال الدكتور  ميرزاد حاجم، المحاضر في العلاقات الدولية، إن ما يحدث في سوريا ليس مجرد تصريحات أمريكية متغيرة، بل هو جزء من مشهد معقد يتعلق بالصراع السوري المستمر منذ أكثر من عقد، حيث يرى أن التصريحات الأمريكية الأخيرة حول الوضع في سوريا هي انعكاس لتوجه استراتيجي طويل الأمد يهدف إلى استغلال الوضع لصالح مصالحها الجيوسياسية.

الولايات المتحدة ومواقفها المتغيرة

أكد الدكتور ميرزاد خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز أن تصريحات الولايات المتحدة، في بعض الأحيان، تكون متناقضة، وذلك بسبب تنوع الآراء داخل الإدارة الأمريكية، موضحا أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا اضطر إلى تعديل موقفه الإعلامي بناءً على الضغوط السياسية والواقع العسكري على الأرض، خاصة في ظل الاحتجاجات الأخيرة في السويداء والمشاهد العنيفة التي شهدتها بعض المناطق السورية.

وأضاف أن هذا التغيير في التصريحات يظهر بوضوح تناقض الاستراتيجيات الأمريكية، فمن جهة، تحاول الولايات المتحدة دعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على مناطق واسعة شمال وشرق سوريا، في حين أن هناك محاولات لتسويق النظام السوري في دمشق، مشيرا إلى أن هذا الموقف قد يُفهم على أنه محاولة من واشنطن للضغط على دمشق لتلبية بعض المطالب الأمريكية التي تتعلق بتقليص النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في سياق المد الإيراني الذي تسعى الولايات المتحدة للحد منه.

الضغوط على "قسد"

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تستمر في الدعم العلني لقوات سوريا الديمقراطية من خلال تصريحات إعلامية، ولكن على أرض الواقع، هناك تحركات سياسية قد تكون محاولة لدمج قسد بشكل تدريجي داخل النظام السوري، وهو أمر يُعتبر بمثابة تهديد مبطن.

أمريكا والنظام السوري: الاستمرار في التسويق

الدكتور ميرزاد أكد أن أمريكا لا تزال تروج للنظام السوري كجزء من استراتيجيتها طويلة الأمد في المنطقة، حيث ترى فيه أداة هامة للحد من النفوذ الإيراني، واعتبر أن الولايات المتحدة تتبنى هذا الموقف رغم وجود الاختلافات السياسية والإعلامية، وذلك في إطار تنسيق غير معلن مع النظام السوري في دمشق لمواجهة المد الإيراني والتحديات الأخرى في المنطقة.

الهدف الأمريكي: الحفاظ على الاستقرار في المنطقة

بحسب الدكتور ميرزاد، فإن الهدف الأمريكي من هذا التوجه هو الحفاظ على الاستقرار الإقليمي، لاسيما أن الولايات المتحدة ترى أن استمرار الصراع السوري دون حل سياسي شامل قد يُساهم في تفاقم الأوضاع، وعلى الرغم تصريحات واشنطن الداعمة للمعارضة في البداية، إلا أن الوضع على الأرض فرض واقعية سياسية، وهو ما دفع إلى التقارب مع النظام السوري، سواء بشكل مباشر أو عبر وسائل أخرى.

 

تم نسخ الرابط