نزار نزال: واشنطن ليست وسيطًا.. والمجاعة سلاح صامت للاحتلال ضد الفلسطينيين

في تصريحات صادمة وصف الدكتور نزار نزال، الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الأحداث الجارية في قطاع غزة بأنها واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث، مؤكداً أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس أساليب وحشية متعددة لقتل الفلسطينيين، مستخدماً الطيران الحربي والقصف المدفعي المكثف، بالإضافة إلى الحصار والتجويع، حيث باتت المجاعة سلاحاً صامتاً يُطبق على سكان القطاع المحاصر.
"خطأ تاريخي فادح"
وفي مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أشار نزال إلى أن التعويل على الموقف الأمريكي في حل الأزمة هو "خطأ تاريخي فادح"، موضحاً أن واشنطن ليست وسيطاً محايداً، بل شريك رئيسي في الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، من خلال الدعم السياسي المستمر والتغطية على الانتهاكات في المحافل الدولية.
وأكد أن النظام الرسمي العربي مطالب اليوم باتخاذ موقف حازم وقوي، يشمل استخدام أوراق ضغط فعلية لوقف هذه الجرائم، مشدداً على أن الشارع العربي والنخب السياسية لم يعد أمامهم خيار سوى التحرك العاجل لإنقاذ نحو 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في ظروف مأساوية، مع مواجهة خطر مجاعة قاتلة تهدد حياتهم.
دور السلطة الفلسطينية
وحول دور السلطة الفلسطينية، بيّن نزال أنها تفتقر إلى أدوات الضغط الفعالة، مشدداً على مسؤولية العواصم العربية الكبرى، وعلى رأسها القاهرة والرياض، في اتخاذ خطوات جادة للضغط على الإدارة الأمريكية بلغة المصالح المباشرة، من أجل كبح جماح الاحتلال ووقف المجازر المتواصلة.
واختتم نزار نزال تصريحه قائلاً: "إسرائيل ليست دولة بقدر ما هي مافيا منظمة من القتلة"، مضيفاً أن الحديث الحقيقي والفاعل يجب أن يكون مع واشنطن وحدها، فهي الجهة الوحيدة القادرة على فرض حد على سياسات الاحتلال.
وتساءل نزال بمرارة: "كيف لأمة عربية يزيد تعدادها على 450 مليون نسمة أن تظل صامتة أمام إبادة كاملة لشعب عربي في غزة؟"، داعياً إلى تحرك عاجل وفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذه الكارثة الإنسانية التي باتت تهدد وجود الفلسطينيين في القطاع.

سلاح ضغط سياسي مباشر على الفلسطينيين
وفي وقت سابق، قال الدكتور نزار نزال، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن إسرائيل تمارس سياسة التجويع والمجاعة كسلاح ضغط سياسي مباشر على الفلسطينيين، بهدف إرغام المقاومة على خفض سقف مطالبها، خصوصاً في مفاوضات الدوحة، مشيرًا إلى أن حركة حماس على ما يبد ترفض العرض الإسرائيلي الأخير المتعلق بخرائط إعادة الانتشار، وهو ما دفع تل أبيب لتكثيف الضغط على السكان الفلسطينيين عبر حصار خانق يصل حد الموت البطيء.
الحصار حتى الموت
وأوضح نزال في تصريح خاص لموقع «نيوز رووم» أن ما تقوم به إسرائيل "ليس مجرد سياسة، بل مستند إلى نصوص توراتية دينية تبرر الحصار حتى الموت"، في إشارة إلى العقيدة التي تشرعن الخنق الجماعي كوسيلة لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية.