«اليونيسف»: ارتفاع نسبة سوء التغذية لأطفال غزة بنسبة 180%|فيديو

قال كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسف، إن الوضع الإنساني في قطاع غزة وصل إلى مستويات كارثية، مشيرًا إلى أن الجوع بات يفتك بالأطفال إلى جانب القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر، مضيفا أن التقارير الواردة للمنظمة تؤكد وفاة عشرات الأطفال بسبب سوء التغذية، مؤكّدًا أن 76 طفلًا على الأقل ماتو  جراء الجوع، في وقت يُسجل فيه متوسط يومي لوفيات الأطفال يتراوح بين 27 و28 طفلًا.

نسبة سوء التغذية في القطاع 

وأوضح أبو خلف خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن نسبة سوء التغذية الحاد بين الأطفال من سن ستة أشهر وحتى خمس سنوات ارتفعت بنسبة 180% مقارنةً بشهر فبراير، وهو الشهر الذي شهد دخول مساعدات محدودة، لافتا إلى أن أكثر من 200 طفل قُتلوا في الأسبوعين الأولين من يوليو وحده، بينما لا يجد ثلث سكان غزة طعامًا يوميًّا، ويكافح 90% من العائلات لتأمين مياه صالحة للشرب، ما يسبب انتشار الأمراض، إذ تُعزى 44% من الحالات المرضية لنقص المياه الآمنة.

وأكد أبو خلف أن الوضع يتدهور يومًا بعد يوم، في ظل غياب حقيقي لأي تحرك فعّال من المجتمع الدولي"، مشيرًا إلى أن بعض الدول ما زالت تكتفي بإصدار بيانات الإدانة دون اتخاذ خطوات ملموسة، مضيفا الحرب كان يجب أن تتوقف منذ وقت طويل، لكن الصمت الدولي يفاقم المأساة، وسيؤدي إلى مزيد من التدهور الإنساني ما لم تتحرك الدول المؤثرة فورًا.

في سياق متصل ،أكد الدكتور نزار نزال، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن ما يحدث اليوم في قطاع غزة يفوق كل كوارث التاريخ الحديث، مشيرًا إلى أن التقارير التي صدرت صباح اليوم "مفزعة ومرعبة بكل المقاييس".

مجاعة صامتة تحصد أرواح المدنيين

وأوضح نزال في تصريح خاص لموقع "نيوز رووم"، أن نحو 650 ألف طفل فلسطيني داخل غزة يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية الحاد، في ظل انعدام الغذاء والماء والدواء بشكل شبه تام.

وتابع نحن لا نتحدث فقط عن مجاعة، بل عن مذبحة صامتة تُنفذ بالجوع لا بالرصاص، في ظل عجز عالمي وصمت أخلاقي، مشيراً إلى وجود 300 ألف فلسطيني بالغ معرضين للموت المفاجئ في أي لحظة، إضافة إلى أكثر من 70 ألف شهيد حتى الآن، بينهم 59 ألفًا موثقين رسميًا، وأكثر من 11 ألف مفقود لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.

 منظومة العدالة الدولية "انهارت"

وانتقد نزال المؤسسات الدولية بشدة، مؤكدًا أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية فقدت قيمتها تمامًا، واصفًا المحكمة بأنها لم تعد أكثر من شرطي مرور يحمل صفارة، لا يملك سلطة حقيقية لإيقاف الكارثة.

إسرائيل تتحول إلى مافيا بلا أخلاق

ووصف نزال السياسات الإسرائيلية بأنها انحدار أخلاقي غير مسبوق، مؤكدًا أن إسرائيل لم تعد دولة بل عصابة مافيا لا تكترث لأي صوت في العالم". وأوضح إن أكثر من 150 إلى 170 ألف مصاب داخل غزة يعيشون بلا رعاية صحية حقيقية، وإن 60 إلى 70% من السكان خرجوا عن الحياة الفاعلة بسبب الحصار والدمار.

واختتم الدكتور نزال تصريحه بالدعوة إلى موقف عربي حازم يتجاوز الإدانة اللفظية، ويصل إلى التلويح باستخدام أوراق الضغط الحقيقية، بما فيها لغة القوة والمصالح ،مضيفًا إن لم يتم التحرك خلال أسبوع، فإن غزة قد تشهد إبادة جماعية بالجوع، يسجلها التاريخ كأحد أكثر مشاهد الخذلان العربي والدولي.