لغة المقاصد .. محمد الباز يدعو لتبسيط الخطاب التعليمي وتوضيح الفائدة للمواطن

ثمن الدكتور محمد الباز، الكاتب الصحفي، خطوات التطوير المهمة التي يقودها محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم ، مؤكدا أنها تحتاج إلى خطاب إعلامي مبسط ومباشر يقترب من لغة المواطن اليومية، مؤكدًا أن استخدام ما يُعرف بـ"لغة المقاصد" أصبح ضروريًا لتوصيل السياسات التعليمية بفعالية.
وأوضح الباز، خلال مداخلة هاتفية على قناة "مدرستنا"، أن "لغة المقاصد" تعني أن يوضح المسؤولون الفائدة الحقيقية والملموسة التي ستعود على المواطن من أي قرار أو نظام جديد، قائًلا: "الناس بتسأل ببساطة: أنا هستفيد إيه؟ القرار ده هيفيد أولادي إزاي؟ وده سؤال مشروع ولازم نجاوب عليه بلغة بسيطة بعيدة عن التعقيد".
الجدل حول البكالوريا المصرية
وتوقف محمد الباز، عند الجدل الذي صاحب إعلان نظام "البكالوريا المصرية"، مشيرًا إلى أن الكثير من النقد المجتمعي انصب على اسم النظام أكثر من محتواه، وهو ما اعتبره خطأ شائعًا في طريقة تلقي الجمهور للمبادرات الجديدة، مضيفًا: "المشكلة إننا كمجتمع أحيانًا بننشغل بالشكل ونهمل المضمون.. بنركز على الاسم وننسى ندرس الهدف الحقيقي منه".
ونوّه الباز، إلى أن وزير التعليم فرّق بوضوح بين الشكل والمضمون، مؤكدًا أن الغاية من النظام الجديد ليست مجرد تغيير شكلي، بل معالجة جوهر الخلل في نظام الثانوية العامة التقليدي، والذي وصفه الباز بـ"نظام الفرصة الواحدة"، حيث يُختزل مصير الطالب كله في يوم واحد.
النظام الجديد يعالج
وأشاد الدكتور محمد الباز، بتصور الوزير الجديد الذي وصفه بـ"الواقعي"، قائلًا إنه مبني على معاناة حقيقية عاشها الطلاب والأسر لسنوات طويلة، موضحًا: "كلنا شفنا طلاب متفوقين ضاع مجهودهم بسبب أزمة صحية أو ضغوط نفسية يوم الامتحان، والنظام الجديد بيمنحهم أكثر من فرصة للنجاح، وده فرق كبير يراعي البعد الإنساني والتربوي".
وأشار محمد الباز، إلى أن هذه التغييرات لا تستهدف فقط تحسين الأرقام أو المؤشرات، بل تسعى لبناء منظومة تعليمية تراعي نفسية الطالب وتمنحه فرصة حقيقية للتفوق، بعيدًا عن الضغط النفسي الذي ميّز النظام القديم لعقود.
الإعلام ركيزة النجاح
وفي سياق متصل، أكد محمد الباز، أن نجاح السياسات التعليمية الجديدة لا يتوقف فقط على القرارات الوزارية، بل يتطلب دعمًا إعلاميًا ذكيًا، قائًلا: "المجتمع مش هيقتنع بمشروع إصلاحي إلا إذا فهم هو شخصيًا هيستفيد إزاي.. وهنا بييجي دور الإعلام في شرح السياسات بلغة الناس، من غير مصطلحات جامدة أو تعقيد".
وشدد محمد الباز، على أن وضوح الرسالة الإعلامية هو عنصر أساسي لإنجاح أي مشروع إصلاحي، داعيًا المؤسسات الإعلامية إلى تبنّي لغة تواصل جديدة مع المواطن، تكون قائمة على الشرح المباشر للمكاسب المجتمعية من كل قرار.

بناء الثقة من فهم المواطن
اختتم محمد الباز، حديثه بدعوة مفتوحة لكل القائمين على تطوير التعليم إلى التركيز على تبسيط الرسائل وشرح القرارات بلغة الفائدة المباشرة، مشيرًا إلى أن بناء الثقة بين المواطن والدولة يبدأ حين يشعر المواطن بأن القرار يخدمه فعليًا.
وقال محمد الباز: "لما الناس تفهم إن النظام الجديد بيحمي مستقبل أولادهم وبيقلل الضغط النفسي عنهم، هيتغير الموقف تمامًا، وهيبدأ المجتمع يدعم الإصلاح مش يعارضه".