عاجل

"الوضع يُنذر بكارثة إنسانية".. ماذا يحدث في السويداء؟

السويداء
السويداء

في مشهد يعكس الوضع الصعب في جنوب سوريا، تعيش محافظة السويداء منذ أيام في ظلامٍ دامس نتيجة انقطاع شامل للكهرباء وتراجع حاد في مستوى الخدمات الأساسية، وذلك بعد أسابيع من التوترات الأمنية والصدامات المسلحة.

كارثة إنسانية في السويداء

خرج أهالي السويداء من أزمة الاشتباكات والنيران ليجدوا أنفسهم في مواجهة كارثة إنسانية، حيث إن الكهرباء منقطعة بشكل كامل والمستشفيات معطلة، والاتصالات مقطوعة والإنترنت ضعيف مع ارتفاع درجات الحرارة، ما يجعل الحياة اليومية بمثابة صراع من أجل البقاء.

وبات دخول المساعدات الإنسانية هو الأمل الوحيد لاستكمال الحياة في السويداء، ولكن رغم ذلك تُعاني منظمات الإغاثة من صعوبة الوصول إلى المتضررين، بسبب الحصار الخدمي والإجراءات الأمنية المشددة في عدد من المناطق.

وخلال الساعات الماضية، تغيرت الأوضاع بشكل كامل في الطريق الغربي المؤدي إلى المدينة، وأقيمت سواتر ترابية ضخمة عن استخدام جرافات على بعد حوالي 25 كيلومتراً من مركز المدينة، بالإضافة إلى عناصر الأمن السوري في محيط الحواجز.

إعدامات ميدانية 

وفي مشاهد توصف بأنها من "أسوأ ما شهدته سوريا منذ سنوات"، حسبما أكدت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية نقلًا عن نشطاء ومواطنين من الطائفة الدرزية، أن المدينة الجنوبية شهدت خلال الأيام الأخيرة حالات قتل ميداني وإعدامات جماعية، تركت أثرًا مرعبًا في نفوس السكان.

وظهرت جثث مدنيين في الشوارع، معظمهم مصابون بطلقات نارية في الرأس، في مشهد يدل على تصفيات متعمدة، فيما اشتعلت النيران في منازل ومتاجر نتيجة أعمال نهب ونهار شامل أعقب انسحاب المسلحين من بعض الأحياء.

الهدنة اختبار حاسم

وتُعتبر الهدنة الحالية هامة لمستقبل سوريا، خاصة أن نجاحها يعني خروج دمشق من عنق الزجاجة، وانهيارها سيؤدي لمزيد من التصعيد، ولكن مصادر في محافظة السويداء أكدت أن الاتفاق الذي تم بين الحكومة والقيادات الدرزية "مازال هشًا".

وشددت المصادر على أن موافقة السلطات على شروط الشيخ حكمت الهجري أثارت حالة غضب واسعة من أنصار الحكومة، ووصفوا ما تم بأنه "أول عملية تغيير ديمغرافي منذ سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد"، واتهموا الحكومة بـ"الرضوخ".

محاولة تحرير الأسرى

كما أشار المصادر إلى أن هناك أكثر من ألف مقاتل من عشائر المنطقة حاولوا عبور الحاجز التابع للأمن العام السوري بين بصر الحرير والسويداء، أملًا في تحرير الأسرى والمحتجزين لدى الفصائل الدرزية، ولكن قوات الأمن تصدت لهم ومنعتهم من التقدم.

الحاجة لتدخل عاجل

ويبدو أن الوضع المتدهور في السويداء لن يقتصر على انقطاع الخدمات فقط، بل أنه يُنذر بكارثة كبرى تتمثل في انهيار البنية التحتية وعدم وجود أي استجابة طارئة، بجانب غياب الممرات الآمنة والتقدم بفعالية نحو حل سياسي، ما يزيد من تعميق الأزمة الإنسانية والصحية في حال عدم التحرك بشكل عاجل.

تم نسخ الرابط