عاجل

أستاذ علوم سياسية : روسيا والصين «تحالف إستراتيجي» في مواجهة الغرب (فيديو)

روسيا والصين
روسيا والصين

في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها النظام الدولي، برزت روسيا والصين كطرفين رئيسيين في مواجهة النفوذ الغربي، عبر تعزيز التعاون داخل المنظمات الأممية والإقليمية مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون. 

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور محمد عبد العظيم الشيمي، أستاذ العلوم السياسية، أن هذه التحالفات باتت جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الروسية-الصينية لمواجهة التحركات الأمريكية وتحالفاتها مع القوى الغربية.

الصراعات وتأثيرها الدولي

وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة Extra News، أكد الشيمي أن الصراعات العالمية تلعب دورًا محوريًا في إعادة تشكيل ميزان القوى على المستوى الدولي، حيث تتأثر التحالفات الإقليمية والدولية بشكل مباشر بهذه التغيرات. 

وأضاف الدكتور “محمد عبد العظيم” أن الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت منذ أكثر من عامين، ساهمت بشكل كبير في تعزيز التقارب الروسي-الصيني إلى حد أصبح أقرب إلى تحالف استراتيجي متكامل.

وأشار “الشيمي” إلى أن هذا التقارب لم يقتصر على الجوانب العسكرية أو الاقتصادية فقط، بل امتد ليشمل تنسيقًا سياسيًا ودبلوماسيًا مكثفًا داخل المنظمات الدولية، بهدف إعادة تشكيل النظام العالمي بشكل يتناسب مع رؤيتهما المشتركة لمستقبل العلاقات الدولية.

البريكس ومنظمة شنغهاي

أوضح الدكتور" الشيمي" أن روسيا والصين تستخدمان الآليات التنظيمية المتاحة داخل البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون، كأدوات رئيسية لمواجهة الضغوط الغربية، حيث تمثل هذه الكيانات نموذجًا بديلًا للهيمنة الغربية على المؤسسات الدولية التقليدية مثل مجلس الأمن وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية.

وأضاف الشيمي أن هذه التحالفات تتيح للدول الأعضاء تعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بعيدًا عن تأثير الدولار الأمريكي، وهو ما تسعى إليه موسكو وبكين في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، والحرب التجارية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد الصين.

وأفاد إلى أن مجموعة البريكس، التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا، تسعى إلى توسيع نفوذها عبر استقطاب دول أخرى، كما أن منظمة شنغهاي للتعاون باتت تلعب دورًا أكبر في رسم ملامح المشهد الأمني والجيوسياسي في آسيا الوسطى ومحيطها.

الانعكاسات المستقبلية 

وفي ختام حديثه، أكد الدكتور الشيمي أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى مزيد من الاستقطاب الدولي، حيث ستعمل الدول الكبرى على تعزيز تحالفاتها، مما يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي العالمي.

وأضاف أن الصراع على تشكيل النظام الدولي الجديد لن يقتصر فقط على الجانب العسكري، بل سيمتد إلى الأبعاد الاقتصادية، والتكنولوجية، والطاقة، وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مفتوحة على سيناريوهات متعددة قد تعيد رسم خريطة التحالفات الدولية.

نظام عالمي متغير

في ظل هذه التحولات، يبدو أن التنسيق الروسي-الصيني داخل المنظمات الدولية أصبح ركيزة أساسية لمواجهة النفوذ الأمريكي، بينما تسعى القوى الغربية إلى احتواء هذا التحالف عبر تعزيز علاقاتها مع الدول الحليفة. 

وبينما تتجه الأنظار إلى مستقبل هذه التحالفات، يبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، أم أن المواجهة بين الشرق والغرب ستأخذ أبعادًا أكثر تصعيدًا في السنوات المقبلة؟.

تم نسخ الرابط