محلل سياسي يكشف التناقض الإعلامي بين حماس وإسرائيل (فيديو)

في سياق التطورات السياسية المتسارعة، أكد جهاد حرب، مدير مركز ثبات للبحوث واستطلاعات الرأي، أن التناقض الظاهر في التصريحات الصادرة عن كلٍ من حركة حماس وإسرائيل يُعد جزءًا من استراتيجيات إعلامية مدروسة، تهدف إلى كسب التأييد الجماهيري وتعزيز القبول الشعبي لمواقف الطرفين.
جاء ذلك خلال مداخلته مع الإعلامية “إيمان الحويزي” عبر فضائية «القاهرة الإخبارية»، حيث أوضح أن هذه التصريحات ليست بالضرورة انعكاسًا دقيقًا لما يجري في الكواليس السياسية أو المفاوضات غير المعلنة، بل إنها تُستخدم كأداة ضغط وتأثير على الرأي العام المحلي والدولي.
إيجابيات وسط الغموض
تطرق “حرب” في حديثه إلى المقترح الأمريكي بشأن التهدئة، مشيرًا إلى أنه يحمل بعض الجوانب الإيجابية، رغم افتقاره إلى الوضوح الكامل.
وأوضح “جهاد” أن هناك عنصرين أساسيين يحيطان بالمقترح، أولهما يتعلق بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وما يستتبع ذلك من إطلاق سراح عدد من المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، فيما يتركز الشق الثاني حول مصير الأسير ألكسندر عيدان، بالإضافة إلى أربع جثث إسرائيلية تحمل الجنسية الأمريكية.
ورغم عدم توفر معلومات دقيقة حول تفاصيل هذا المقترح، إلا أن “حرب” يرى أن هناك تداخلاً في عناصره، مما يشير إلى إمكانية الوصول إلى اتفاق مرحلي بين الجانبين، وأضاف أن المشهد الحالي يقترب من لحظة حاسمة قد تُفضي إلى اتفاق انتقالي بين المرحلة الأولى والثانية من التفاهمات، استنادًا إلى ما تم الاتفاق عليه في 17 يناير الماضي، وهي الاتفاقية التي سبق توقيعها بين إسرائيل وحركة حماس برعاية أطراف دولية.
الوساطة الدولية
أكد “حرب” على الدور المحوري الذي لعبته الوساطة الدولية في هذا الملف، مشيرًا إلى الجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات.
وأضاف “جهاد” أن هذه الدول قدمت ضمانات قد تُسهم في تعزيز فرص التوصل إلى تفاهمات مستقبلية بين الأطراف المعنية، مشددًا على أهمية استثمار هذه الجهود الدبلوماسية لدفع عملية التفاوض نحو تحقيق تهدئة مستدامة.

استراتيجية التأثير الإعلامي
يرى مراقبون أن التناقض في التصريحات بين الجانبين ليس مجرد تباين في وجهات النظر، بل هو جزء من معركة إعلامية تهدف إلى توجيه الرأي العام والتأثير في مسار المفاوضات، فإسرائيل تسعى إلى الظهور بموقف حازم أمام جمهورها الداخلي، بينما تحاول حماس تعزيز صورتها كجهة مقاومة قادرة على فرض شروطها.
وفي ظل إستمرار هذا المشهد المعقد، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح جهود الوساطة الدولية في تقليل الفجوة بين التصريحات الإعلامية والواقع السياسي، أم أن لغة التصعيد ستظل هي السائدة في المرحلة المقبلة؟