يبدو أن التنظيم المحظور يراهن على فراغ صبر المصريين على أوضاع اقتصادية تتشارك فيها الدولة والمواطن مرارة إصلاح تم تجاهله لعقود فباتت كلفته باهظة ويبدو أن رهانم للعودة إلى المشهد استغلال حالة الضيق التي تعتري البعض ليحولوا دفته ليكون حليفا لهم أو على الأقل راضيا بما يخططون له.
وكعادة التنظيم الذي لم يفهم المصريين يوما كما لم يفهموا أي شعب آخر حاولوا استمالته ليقبل حكمهو والتجارب على ذلك شاهدة لا ينكرها إلا جاحد فتجربتهم في ليبيا تونس والسودان قوبلت برفض شعبي جارف كتب لها النهاية وباتوا يعيشون بين أقوامهم إما مهادنين يحملون حالة من الغل والحنق وإما مطاريد تحت رحمة أجندات دولية يظنون أنها ستكون لهم مساندة داعمة.
ويبدو أن أوهامهم بفرض وجودهم عبر قوة السلاح والتسلل والتخريب مازل مسيطرا على حساباتهم فراحو يؤسسوا حسم وغيرها من ميليشيات مجرمة لا تضمر لنا إلا الشر ولا ترقب في دمائنا إلا ولا ذمة ومازالت دول تحتضن هؤلاء وتوفر لهم الملاذ الآمن على الرغم من أن تلك الدول تخطب ود الدولة المصرية وتسعى إلى علاقات طبيعية معها وهو تساؤل يجب أن تحصل الدولة المصرية على جوابه من تركيا على سبيل المثال والتي مازالت تجعل من أرضها منصة للإضرار بمصر وبشعبها.
وعلى أية حال فإن رهان التنظيم الساقط على استغلال حالة الضيق من قسوة إصلاحات لا بديل عنها هو رهان خاسر فلم يبع المصريون يوما وطنهم لأحد تحت تأثير غضب أو ضيق ويدرك المصريين جيدا أن ذلك التنظيم تحول إلى صفحة من الذكريات في تاريخ هذا البلد العظيم والذي سيظل دوما يروى ما تحويه تلك الصفحة من غدر وخيانة وتآمر وخسة في التعامل مع حاضرهم أو مستقبلهم لكن اليوم بات الأمر شديد الوضوح أمام المصريين وان مثل تلك المحاولات للظهور التي تسعى إليها حركة حسم وأخواتها لن تكون إلا قوة دافعة جديدة تبث في نفوس المصريين لتذكرهم بعدو أبى أن يستغل فرصة للتوبة والاعتذار للمصريين عما بدر في السابق من أعمال تخريبية لم تفلح أيضا في فرض أمر واقع أو تحويل الوهم إلى حقيقة.
إن محاولة ظهور عناصر حسم والتسلل من جديد وبالتزامن مع ذكر ثورة 23 يوليو يشي باستغباء استحكم على عقولهم فمصر ليست هي كما كانت إبان أحداث يناير وقت أن كانت حقيقة ذلك التنظيم مازالت خفية مشكوك في دوافعها فانخدع بهم الناس ظنا منهم أنهم قادرون على تحقيق ما لم يستطعه الأوائل ليجدوهم في النهاية تنظيم يمارس الخداع الوطني يستمد وجوده من انحلال لحمة المصريين وتماسكهم ويقتاتون على انتهازية تربوا عليها صغار في انتظار اللحظة الحاسمة وهي أن يدير المصريون ظهورهم لدولتهم فتسقط الدرع الحامية لهذا الوطن والتي كانت تمنع حلمهم في التحقق.
وأقول لهذا التنظيم الساقط أخلاقيا ووطنيا فاتكم القطار فإن قسوة الإصلاح والذي قد ينعكس على فهم بعض المصريين أو تقديرهم للموقف ليس دعوة لكم ولا استدعاء لخيانتكم وهذا المواطن الذي ظننتم أنه تهيأ لقبولكم من جديد سينفض عن أكتافه كل ضيق وكل أزمة وسيوجه ناره لتحرقكم فما تحملوه له ليس إلا خرابا ودمار سبق أن وزعه تنظيكم على عدد من الدول العربية التي غرقت في فوضاكم وغاب مستقبلها في مسعاكم.
إن يقظة المصريين تجاه سعيكم حاضرة وعين الدولة ناظرة فلا تعبثوا مجددا مع المصريين فقد أيقنوا حقيقتكم وأبصروا أهدافكم فلا مكان لكم بيننا مجددا.