عاجل

27 محرم.. ذكرى إغلاق الجامع الأزهر من قبل الحملة الفرنسية على مصر

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

تحل اليوم 27 محرم ذكرى إغلاق الجامع الأزهر من قبل الحملة الفرنسية على مصر، والتي تعيد للأذهان مقتل قائد الحملة الفرنسية كليبر، فماذا حدث؟

إغلاق الجامع الأزهر

حيث حدث في 27 محرم 1215 هـ - إغلاق الجامع الأزهر أيام الحملة الفرنسية على مصر، وذلك عقب اغتيال كليبر قائد الحملة على يد سليمان الحلبي الطالب بالأزهر، وظل المسجد مغلقًا  حتى خرجت الحملة من مصر.


المشاركون في اغتيال الجنرال كليبر سنة 1800م

يذكر المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، إنه في يوم الجمعة 14 يونيو 1800م، دوّى في القاهرة صوت الحادث الذي غيّر وجه الحملة الفرنسية: اغتيال الجنرال جان باتيست كليبر، القائد الأعلى للجيوش الفرنسية في مصر، على يد طالب شاب من بلاد الشام يدعى سليمان بن محمد أمين الحلبي، أحد طلاب "رواق الشوام" بالأزهر الشريف.

جاء سليمان الحلبي إلى مصر بتكليف واضح من الدولة العثمانية، حاملاً في صدره نية اغتيال الرجل الذي أعاد إحكام قبضة الفرنسيين على البلاد بعد اندلاع ثورات القاهرة. وقد دخل سليمان البلاد متخفيًا، متنقلًا من غزة إلى القاهرة، مستندًا على دعم مباشر من اثنين من ضباط الدولة العثمانية.

من هو سليمان الحلبي؟

سليمان بن محمد الحلبي، طالب علم أزهري من مدينة حلب، أقام في الأزهر ودرس علوم الفقه والتفسير، وقد أُغري بفكرة اغتيال كليبر من قبل أحمد آغا، ضابط الاستخبارات العثمانية في القدس، خلال فترة وجوده في بلاد الشام. سلّمه أحمد آغا التكليف المباشر، وطلب منه أن يتوجه سرًا إلى القاهرة لقتل كليبر.

في طريقه، مرّ بمدينة غزة، وهناك التقى بضابط عثماني آخر يُدعى ياسين آغا، والذي أعطاه أربعين قرشًا لشراء خنجر خاص، وساعده في الوصول إلى مصر عبر طرق سرية. دخل سليمان القاهرة متنكرًا، واستقر في رواق الشوام بالأزهر قرابة شهر كامل، وكان يتردد سرًا على منزل كليبر في حي الأزبكية حتى أتم تنفيذ العملية يوم الجمعة بعد الصلاة.

وقد طعن كليبر أربع طعنات قاتلة، أردته صريعًا، وحاول الهرب، لكنه أُلقي القبض عليه بعد مطاردة قصيرة، ثم خضع لمحاكمة عسكرية فرنسية، اعترف خلالها بتفاصيل الجريمة، وذَكر أسماء مَن حرّضوه، وما دار بينه وبين زملائه بالأزهر.


ليس فقط سليمان الحلبي.. أبطال غفلهم التاريخ في واقعة مقتل كليبر

يقول الباحث مصطفى زايد، إنه خلال التحقيق، اكتشف الفرنسيون أن سليمان الحلبي لم يكن منفردًا تمامًا في فكرته، بل ناقشها أو ألمح بها لعدد من زملائه السوريين في الرواق. وقد أُدين أربعة منهم بالتواطؤ المعنوي، بتهمة العلم بالجريمة أو السكوت عنها، وهم:

عبد القادر الغزي – من حلب: كان أقربهم إلى الحلبي، ودار بينهما حديث مباشر حول نية القتل. أُعدم بالخازوق في نفس يوم إعدام الحلبي، وكان الثاني في الترتيب.

محمد الغزي – من بلاد الشام: أحد زملاء الحلبي الذين علموا بميوله ولم يبلغوا. أُعدم بقطع الرأس بالسيف.

عبد الله الغزي – من حلب أو دمشق: ورد اسمه ضمن قائمة المتهمين، وأُعدم بقطع الرأس أيضًا.

أحمد الوالي – من بلاد الشام: رفيق سكن، علم بالخطة قبل تنفيذها بأيام. أُعدم بقطع الرأس بالسيف كذلك.

هؤلاء الأربعة اعتُبروا من شركاء الحلبي في الصمت، وقد نُفذ فيهم حكم الإعدام صباح يوم 17 يونيو 1800، في ميدان عام بالقاهرة، قبل ساعات من تنفيذ حكم الخازوق في سليمان.

الضباط العثمانيون المشاركون من الخارج

لم يكن اغتيال كليبر مجرد فعل فردي، بل كان نتيجة تحريض وتخطيط من رجال الدولة العثمانية في الشام، خاصة أولئك المكلّفين بالمخابرات ومراقبة تحركات الفرنسيين. وقد ورد اسما ضابطين في اعترافات سليمان الحلبي:

أحمد آغا – ضابط استخبارات إنكشاري في القدس (بعض المصادر تذكر حلب). هو الشخص الذي أقنع سليمان بتنفيذ الاغتيال، وشرَح له أنه "سيُؤجر على ذلك في الآخرة"، واعتبر قتله لكليبر عملاً جهاديًا ضد المحتل الفرنسي.

ياسين آغا – ضابط عثماني مقيم في غزة، سلّم الحلبي المال اللازم (40 قرشًا) لشراء الخنجر الذي نُفذت به العملية، وسهّل مروره خلسة إلى مصر.

لم يُلقَ القبض على أي من هذين الضابطين، لأنهما كانا خارج حدود النفوذ الفرنسي، لكن أقوال سليمان في التحقيقات وثّقت دورهما بالكامل.

تم نسخ الرابط