خبراء يحذرون: الصناعة المصرية مهددة بنقص العمالة الماهرة

.. خبراء يحذرون: الصناعة المصرية مهددة بنقص العمالة الماهرة.. ومبادرات المستثمرين تسعى للحل
حذّر خبراء وممثلون عن جمعيات المستثمرين من اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم الفني واحتياجات سوق العمل، مؤكدين أن نقص العمالة المدربة أصبح أحد أبرز العقبات أمام نمو الصناعة الوطنية، في ظل التحديات التي تواجه القطاع الصناعي المصري.
وأطلقت جمعيات المستثمرين مبادرة تهدف إلى تنظيم دورات تدريبية متخصصة، تهدف إلى سد الفجوة في سوق العمل وتأهيل الشباب لسوق الصناعة، بما يسهم في تعزيز الإنتاجية ودفع عجلة الاقتصاد، في ظل استمرار معاناة العديد من القطاعات الصناعية من نقص العمالة المدربة والماهرة.
دعم وتشجيع القطاع الخاص
ومن جانبه، قال الدكتور جمال البيومي، أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، إن هذه المبادرات ضرورية للغاية، لكنها تحتاج إلى دعم وتشجيع أكبر من القطاع الخاص.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": "للأسف هناك فهم خاطئ بأن الحكومة يجب أن تتولى كل شيء، وهذا غير صحيح، كما يجب أن نترك المجال للقطاع الخاص ليقوم بدوره الحيوي”.
حجم الطلب على العمالة الماهرة
وأشار بيومي، إلى مثال واقعي من محافظة دمياط، التي تضم نحو 54 ألف ورشة، موضحًا أن “كل ورشة يعمل بها حوالي أربعة عمال على الأقل، ما يشير إلى حجم الطلب على العمالة الماهرة في هذه المنطقة الصناعية المهمة”.
وسلط الضوء أيضًا على تجربة ألمانيا الناجحة، حيث قال: " أثناء زيارتي لألمانيا، وجدت أن هناك 500 شركة غير معروفة للعامة، لكنها مسؤولة عن تصدير 80% من صادرات ألمانيا، وهذا دليل على أهمية دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من النمو"
وأكد البيومي على أن النهوض بالصناعة المصرية يبدأ من تأهيل الكوادر البشرية، وتمكين القطاع الخاص من لعب دوره الكامل، بعيدًا عن الاعتماد الكلي على الدولة في الإنتاج والتشغيل.
ومن جانبه، قال الدكتور سمير عارف، رئيس مجلس إدارة جمعية مستثمري مدينة العاشر من رمضان، إن قطاع الصناعة في المدينة يواجه تحديات جوهرية تتمثل في ندرة العمالة المدربة والماهرة، بالإضافة إلى تراجع التزام بعض العمال بقيم وأخلاقيات العمل، وهو ما يؤثر سلبًا على استقرار بيئة العمل وجودة الإنتاج.
نقص الكوادر المؤهلة
وأوضح عارف في تصريحات خاصة أن نقص الكوادر المؤهلة يؤدي أحيانًا إلى حالة من التنافس غير الصحي بين أصحاب المصانع، حيث يسعى البعض إلى استقطاب العمالة الماهرة من منشآت صناعية أخرى، مما يسبب اضطرابات في سوق العمل ويزيد من صعوبة الحفاظ على استمرارية الإنتاج.
مبادرة تدريبية متميزة
وأضاف عارف أن جمعية مستثمري العاشر من رمضان استجابت لهذه الأزمة بإطلاق مبادرة تدريبية متميزة تهدف إلى تأهيل أبناء المدينة من الطلاب والطالبات، عبر تقديم منح تدريبية مجانية في مجالات عدة تتناسب مع متطلبات سوق العمل الصناعي.
وتشمل البرامج التدريبية التي توفرها الجمعية محاور مهمة مثل السلامة والصحة المهنية، مبادئ الإسعافات الأولية داخل بيئة العمل، إلى جانب تقديم معلومات مبسطة عن قانون العمل ومتطلبات الأمن الصناعي.
تجهيز الكوادر الشابة لمواكبة التطور الصناعي
وأشار عارف إلى أن هذه المبادرة تمثل جزءًا من خطة متكاملة تستهدف تجهيز الكوادر الشابة لمواكبة التطور الصناعي، ورفع مستوى المهارات المهنية والسلوكية المطلوبة، مما يسهم في سد الفجوة بين احتياجات المصانع والكوادر المتاحة.