عاجل

مدير الوحدة العبرية بـ الأزهر: المشروع الصهيوني لن يتوقف عند غزة | حوار

الدكتور وسام حشاد
الدكتور وسام حشاد مدير وحدة الرصد العبري

المسجد الأقصى يتعرض لحملات تدنيس ومخططات تهويد وتقسيم بشكل شبه يومي

الصهاينة اتهموا الإمام الأكبر بدعم الإرهاب ووصفوه بـ «محرض» على قتال الكيان

الاحتلال بضاعته كلها أكاذيب لأنه غاصب ومحتل.. وليس أمامه إلا أن يصنع الأكاذيب ويروجها

الكيان يسعى لاستغلال النبوءات الدينية اليهودية المزعومة لتبرير عدوانه وإضفاء الشرعية على وجوده في فلسطين

 

التقى موقع «نيوز رووم» الدكتور وسام حشاد مدير وحدة الرصد العبري بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، والذي أكد تعمد الاحتلال الصهيوني استغلال النبوءات الدينية اليهودية المزعومة لتبرير عدوانه وإضفاء الشرعية على وجوده في فلسطين. 

ولفت إلى الأسباب وراء هجوم الكيان الصهيوني على الأزهر وإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والسر وراء استقدام الاحتلال لأئمة أوروبا المطبعين في هذا التوقيت، وإلى نص الحوار،،

في البداية.. نود رصد ما تقوم به وحدة اللغة العبرية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية؟ 

تعمل الوحدة على العديد من المحاور التي تمس القضية بشكل مباشر أو غير مباشر، أبرزها:
- المقدسات الإسلامية والمسيحية والانتهاكات التي تتعرض لها، خاصة المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض لحملات تدنيس ومخططات تهويد وتقسيم بشكل شبه يومي، من قبل منظمات وجماعات الهيكل "المزعوم"، والتي ترى ضرورة بناء هذا الهيكل على انقاض الاقصى، أو على أقل تقدير تقسيم الأقصى زمانيًا ومكانيًا وبناء كنيس يهودي داخل باحات الحرم المقدسي، والسماح بتقديم القرابين الحيوانية وذبحها، وأداء الطقوس المحظورة.

د. وسام حشاد
د. وسام حشاد

- متابعة التطورات اليومية فيما يتعلق بحرب الإبادة الدائرة في قطاع غزة منذ نحو عامين، ومخططات التهجير التي يسعى الكيان لتمريرها بكل أساليبه غير الإنسانية، وتسليط الضوء على المعتقدات الدينية المغلوطة التي يوظفها قادة الكيان الصهيوني لتحريض جنوده على سفك المزيد من الدماء الفلسطينية البريئة.

- ملف الاستيطان، خاصة في الضفة الغربية والقدس؛ حيث يسعى الاحتلال إلى خلق بيئة للتهجير القسري عبر الحملات الأمنية، وإطلاق العنان لعصابات المستوطنين المسلحة، وتوفير المظلة الأمنية الشاملة، ودعم المنظمات التي تدفع العملية الاستيطانية، وتوفير تمويل كبير لها.

- خطاب الكراهية التي تصدره الآلة الإعلامية الصهيونية تجاه كل ما هو فلسطيني، ولا يقتصر الأمر على المستوطنين والحاخامات فقط، وإنما يتعداه إلى مسئولين بارزين داخل حكومات الاحتلال المتعاقبة، وخاصة الحكومة الحالية؛ والتي تعد أشد الحكومات تطرفًا في تاريخ الاحتلال.

- ملفات أخرى متعلقة بكافة أشكال الانتهاكات، مثل ملف الأسرى وما يعانوه داخل سجون الاحتلال، وهدم المنازل وسلب الأراضي.. إلخ.  

- العنصرية الصهيونية تجاه الإسلام والمسلمين: فالاحتلال يقوم بتنشئة جيل كاره لكل ما هو عربي وإسلامي، ويحظي هذا الجيل المشوّه فكريًا ودينيًا ببيئة خصبة تغذي أفكاره المتطرفة، كالتوجه الديني والسياسي المتطرف. وهذا بدوره ينعكس على البيئة الفلسطينية، والتي يحولها إلى بيئة طاردة للسكان بفعل الإرهاب الصهيوني.     

للوحدة تقرير شهري ومتابعات شبه يومية، فكيف ينظر الاحتلال لدور الأزهر وإمامه الأكبر في هذه القضية؟ 

يرى الاحتلال أن الأزهر، ممثلًا في فضيلة الإمام الأكبر، داعم وبشدة للحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ورافض لجميع أشكال الانتهاكات التي يتعرض الشعب الفلسطيني. 

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

وهذا بدوره أدى إلى تعرض الأزهر كمؤسسة، وفضيلة الإمام (شخصيًا)، إلى سهام الانتقادات الصهيونية في أكثر مناسبة، خاصة في فترة ما بعد السابع من أكتوبر. ولم يتقصر الأمر على وسائل الإعلام والصحف الصهيونية، وإنما جاء ذلك في عدد من إصدارات مراكز الأبحاث الخاصة بشئون الشرق الأوسط والثقافة الإسلامية. حيث اتهموا فضيلة الإمام الأكبر –كذبًا وبهتانًا- بدعم الإرهاب، كما وصفوه بأنه محرض على قتال الكيان الصهيوني.

وبدورها قامت الوحدة برفع تقارير خاصة لفضيلة الإمام تُطلعه من خلالها على جميع التطورات والمستجدات في الساحة الإعلامية، والمراكز البحثية، واللقاءات التلفزيونية.

هل الأزمة الفلسطينية مقتصر على غزة، وماذا عن الضفة الغربية وهل يسلط الضوء عليها في الغرب؟ 

بالطبع لا تقتصر الأزمة الفلسطينية على قطاع غزة، وإنما هي مشكلة تشمل الضفة الغربية والقدس إضافة إلى غزة، فالمشروع الصهيوني، مشروع توسعي إحلالي لا يرضى بأقل من أرض فلسطين التاريخية؛ لذا فهو يعمل جاهدًا، وبسياسة النفس الطويل على مخططات التهويد والتهجير في كل الأراضي الفلسطينية وليس في قطاع غزة وحده. ويجب أن ننبه إلى أن ما يحدث الآن ليست حربًا جديدة بدأهل الفلسطينيون في أكتوبر 2023م، ثم تلاها رد الصهاينة، بل إن ما حدث في ال7 من أكتوبر هي حلقة في سلسلة قديمة، ويوجد أكثر من 60 اشتباكًا وحربًا بين الصهاينة والفلسطينيين والعرب، أحيانًا كانت تتسع مثلما حدث في أعوام 1965م، و1967م، 1982م، وأحيانًا كانت قاصرة داخل فلسطين، وكانت جميعها مجزر ومذابح صهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه.

بالنسبة للجزء الثاني من السؤال، نقول: نعم، هناك الكثير من الدول الغربية تعارض وبشدة محاولات الكيان الصهيوني لإعلان السيادة على الضفة الغربية، ويرفض بعضها قبول المنتجات التي تُنتَج داخل المستوطنات غير الشرعية. بيد أن هذه المعارضات في مجملها معارضات شكلية، ولا يوجد لها تأثير ملموس على أرض الواقع؛ حيث يستمر الكيان في قضم المزيد من الأراضي، ويستمر التمدد الاستيطاني بشكل غير مسبوق على أراضي الضفة والقدس، فضلًا عن الصمت الدولي الغير مبرر تجاه جرائم الحرب في غزة، والأمر المؤسف حقًا هو الدعم الغربي غير المحدود للكيان الصهيوني في حربه غير الإنسانية تجاه المدنيين في غزة.

القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية

أحداث 7 أكتوبر.. ما هي أدوات الاحتلال للترويج وادعاء المظلومية حول العالم، وهل هناك ردود فعل تجاه التعاطف العالمي مع الفلسطنيين؟

 كعادة الاحتلال، حيث بضاعته كلها أكاذيب لأنه غاصب ومحتل، فليس أمامه إلا أن يصنع الأكاذيب ويروجها، ويجد من يروجها نيابة عنه، فنجده يريد حذف كل هذا التاريخ الطويل من الإجرام والمذابح، ويُقدم هذه الأحداث كأنها مبتورة ومنقطعة عن سجله الإجرامي السابق. لذا يحاول الكيان الصهيوني جاهدًا فصل ما جرى في 7 أكتوبر على أيدي المقاومة الفلسطينية عن السياق التاريخي العميق للصراع الفلسطيني–الصهيوني المستمر منذ أكثر من سبعة عقود، متغاضيًا عن الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة منذ قرابة 20 عامًا، والذي ذاق خلاله أهل غزة ويلات القهر والتجويع والعزلة. وقد أشارت وحدة الرصد باللغة العبرية في عدة تقارير إلى آثار هذا الحصار القاسي، مما يبرهن أن ما حدث في 7 أكتوبر لم يكن سوى انفجارًا طبيعيًا نتيجة لتراكمات من الظلم والعنف والمذابح المرتكبة من قِبَل الاحتلال.

منذ اللحظات الأولى لعدوانه الوحشي، سعى الاحتلال إلى الترويج لرواية مغايرة، يظهر فيها كضحية للاعتداء، متهمًا المقاومة الفلسطينية بأنها البادئة بالهجوم، ومطالبًا بما يسمى "حق الدفاع عن النفس" لدولة الاحتلال المزعومة. وقد تبنت العديد من وسائل الإعلام الغربية هذه الرواية الزائفة، والتي خدعت الرأي العام الغربي في بداياتها.

في تلك الأثناء، عمل الاحتلال على تضخيم أكاذيبه بشأن "وحشية" و"إرهاب" المقاومة، مصورًا إياها ككيان خالٍ من الإنسانية، بينما تكشفت الحقائق لاحقًا أمام العالم، حيث وثقت الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال، من قتلٍ لأكثر من 50 ألف مدني، إلى قصفٍ للمستشفيات والمدارس ودور العبادة ومراكز الإيواء، وتشريد أكثر من مليوني إنسان، وتدمير ممنهج للبنية التحتية في القطاع.

ورغم انكشاف زيف الرواية الصهيونية وتزايد الشهادات الدولية حول جرائم الاحتلال، إلا أن الرواية الفلسطينية لم تحظَ بالاهتمام الإعلامي الكافي، إذ واصلت كثير من وسائل الإعلام العالمية انحيازها الواضح والصارخ نحو رواية الاحتلال، على حساب نقل الحقيقة كما هي، ما ساهم في تشويه الصورة الحقيقية للصراع أمام الرأي العام العالمي.

كيف تنظرون لحرص الاحتلال على استضافة أئمة غربيين وهل هناك رمزية لدول بعينها؟ 

الاحتلال يسعى لإظهار رسالة مفادها: "نحن دولة تقبل الحوار بين الأديان وتدعو للتعايش السلمي"، وذلك في محاولة لتحسين صورتها أمام الغرب، وتعزيز علاقاتها مع أوروبا والمجتمع الدولي. ودعم الاتفاقيات الإبراهيمية مستقبلًا، وانفتاحها على ملفات التطبيع مع دول عربية.

هل شكلت أحداث القطاع تحديًا جديدًا في أزمة الإسلاموفوبيا؟ 

أظهرت هذه الأحداث حقيقة الصهيونية، ومدى الوحشية التي تعرض لها المسلمون في غزة، وتابعنا تعاطفًا كبيرًا من الشعوب الغربية، والتي تنطلق مظاهراتهم حتى اليوم في عواصم دولهم، وكيف أظهرت حرب الإبادة جوهر الصراع الصهيوني الفلسطيني. ولذا ترى الوحدة أن حرب الإبادة ساهمت بشكل كبير في إعادة تشكيل الوعي الغربي تجاه ظاهرة الإسلاموفوبيا.

ما هي أهم النبوءات التي يستخدمها الاحتلال للترويج وتبرير جرائمه وهل هناك أصوات في الداخل تريد التوقف عن العنف؟ 

يعمد الاحتلال الصهيوني إلى استغلال النبوءات الدينية اليهودية المزعومة لتبرير عدوانه وإضفاء الشرعية على وجوده في فلسطين. وقد رصدت الوحدة عددًا من هذه النبوءات التي روّج لها الاحتلال منذ بداية الحرب، وكان آخرها نبوءة ما يُعرف بـ"يأجوج ومأجوج". وقد أكد المرصد في حينه أن الهدف من الترويج لهذه النبوءة هو توظيف الدين لتبرير جرائم الاستيطان وممارسات الإبادة الجماعية. فمن خلال هذه التأويلات اللاهوتية، يواصل الاحتلال سياساته العدوانية بحق الدول العربية والإسلامية، ناشرًا الفوضى والدمار في المنطقة، في إطار سعيه – كما صرّح نتنياهو – لخلق شرق أوسط جديد يحقق فيه الاحتلال الأمن، ولا يتم ذلك إلا عبر تدمير الدول المحيطة، وهو نهج لطالما انتهجه المشروع الصهيوني.

في المقابل، برزت أصوات متعددة تطالب بوقف العدوان على غزة، رغم تباين دوافعها. فقلة من الحقوقيين تحركوا بعد أن بلغ العدوان حدًا غير مسبوق، بينما عبّرت بعض الأحزاب العلمانية عن مواقفها بدافع إنساني، لا يخلو من الطموح السياسي للإطاحة بنتنياهو واستغلال الحرب لتحقيق مكاسب داخلية.

ختاما كيف تتعامل وحدة الرصد العبرية مع المغالطات الإسرائيلية وماذا عن المبادارت المواجهة لذلك بلغتهم؟

تعمل وحدة الرصد باللغة العبرية على التوعية المستمرة بما يدسه الاحتلال من مخططات وما يروج له من شائعات، تهدف إلى تزييف وعي العالم العربي والغربي، ليتجلى دور الأزهر الشريف في كشف الحقيقة، ودحض أكاذيب الاحتلال وفضحه من خلال كتاب "الإمام ورد المزاعم الصهيونية"، والذي يحظى بتحديث مستمر ، هذا بالإضافة إلى العديد من التقارير والمتابعات المتزامنة، والتي تدور في هذا السياق. وينشر المرصد تقارير ومقالات ومتابعات للأحداث الجارية بشكل يومي وأسبوعي وشهري، كما أن الوحدة تعد ملفًا ثابتًا بشكل شهري يحمل عنوان "القضية الفلسطينية"، يُنشر ضمن مجلة المرصد الشهرية على بوابة الأزهر الإلكترونية؛ بمثابة حصاد لعمل الوحدة وتغطيتها لجميع اللفات والأحداث خلال الشهر بالكامل. 

وأعدت الوحدة –إلى جانب كتاب الإمام ورد المزاعم- بحث عن المقدسات فلسطين المحتلة وخطر التهويد على تغيير هويتها، ودراسة أخرى عن الجماعات والعصابات الصهيونية المتطرفة، تاريخها ونشاطاتها، وكيف تعمل تحت المظلة الامنية التي توفرها لها حكومة الاحتلال. إضافة إلى حملات عدّة تناولت ملفات أخرى متعلقة بالقضية الفلسطينية.

للوحدة صفحة ناطقة بالعبرية على الفيس بوك، نُشر عليها أكثر 500 منشور باللغة العبرية ما بين إدانة وبيان وخبر وتقرير وحملة، إضافة إلى ترجمة بيانات مؤسسة الأزهر الشريف  الخاصة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. كما أصدرت الوحدة كتابًا باللغة العبرية بعنوان: «הפרות נגד העם הפלסטיני והאתרים הקדושים - انتهاكات ضد الشعب الفلسطينيّ والمقدسات».‏

وختامًا: تجدر الإشارة إلى أن للوحدة مشاركات خارجية وظهور إعلامي لتوعية العامة، كما تشارك الوحدة في النشاطات الصيفية وحملات التوعية داخل المدارس والجامعات المصرية.

تم نسخ الرابط