الشيخ خالد الجندي: إتقان العربية مفتاح لفهم معاني القرآن الكريم (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن امتلاك ناصية اللغة العربية يسهم بشكل جوهري في إدراك المعاني العميقة للنصوص القرآنية، مشددًا على أهمية الفهم الدقيق للمفردات القرآنية، نظرًا لاحتوائها على دلالات متعددة قد يخطئ البعض في تأويلها.
بعض الألفاظ في القرآن
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "DMC"، حيث أوضح الجندي أن بعض الألفاظ في القرآن الكريم تتسم بالثراء الدلالي، مشيرًا إلى قوله تعالى: "إن ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر"، حيث يعتقد البعض أن كلمة "يقدر" تعني القدرة، بينما معناها الحقيقي في هذا السياق هو التضييق، ومن ثم الله سبحانه وتعالى يوسع رزق من يشاء ويضيقه على آخرين وفقًا لحكمته.
وأضاف الجندي أن اللغة العربية تمتلك مخزونًا واسعًا من المعاني التي تتطلب تدبرًا عميقًا لفهمها في سياقها الصحيح، مستشهدًا بتفسيره لمصطلح "ليلة القدر"، حيث أشار إلى أن من بين معاني كلمة "القدر" هو التضييق، وذلك لأن الأرض تكتظ بالملائكة التي تنزل خلال هذه الليلة المباركة، فيتقلص فيها المجال الرحب لكثرة من فيها من الملائكة.
دقة الألفاظ القرآنية
وفي إطار حديثه عن البلاغة القرآنية، تطرق الجندي إلى الآيات التي تنهى عن قتل الأبناء بسبب الفقر، موضحًا الفرق الدقيق بين تعبيرين وردا في القرآن الكريم، وهما:"ولا تقتلوا أولادكم من إملاق": حيث تعني "من إملاق" أن الفقر واقع بالفعل، وأن القتل يحدث بسبب العجز الاقتصادي الحالي الذي يعيشه الآباء.
"ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق": وهنا يختلف المعنى، إذ تعني "خشية إملاق" أن القتل يتم خوفًا من فقر متوقع في المستقبل، وهو ما يعكس نقصًا في اليقين برزق الله وقدرته على تدبير شؤون عباده.
وأشار الجندي إلى أن هذا التفاوت في الصياغة يعكس دقة القرآن الكريم في اختيار ألفاظه، حيث يضع كل كلمة في موضعها المناسب، ليقدم معاني دقيقة تعكس الواقع النفسي والاجتماعي للناس، مما يجعل التدبر في معانيه ضرورة لفهم رسالته العظيمة.

أهمية النصوص الدينية
واختتم الشيخ حديثه بالتأكيد على أن إتقان اللغة العربية ليس مجرد مهارة لغوية، بل هو ضرورة لفهم النصوص الدينية فهمًا صحيحًا، بعيدًا عن التأويلات الخاطئة التي قد تؤدي إلى سوء الفهم أو الانحراف عن المقصود الحقيقي للنصوص القرآنية.
وأشار إلى أن علماء التفسير لطالما أولوا اهتمامًا كبيرًا بالجانب اللغوي، معتبرين أن استيعاب المعاني الصحيحة للألفاظ والمفردات يسهم في إدراك مقاصد الشريعة الإسلامية على نحو أكثر وضوحًا وشمولية.
وفي ختام حديثه، دعا الشيخ خالد الجندي إلى تعزيز دراسة اللغة العربية في مختلف المراحل التعليمية، لتمكين الأجيال القادمة من التفاعل مع النصوص الدينية بفهم أعمق، بما يسهم في ترسيخ قيم الإسلام السمحة في المجتمعات.