الشيخ خالد الجندي: الرزق مكفول من الله ولا مجال للخوف من المستقبل (فيديو)

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن الرزق مكفول من الله لكل مخلوق، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها". 

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "لعلهم يفقهون"، الذي يُبَث على قناة DMC، حيث تناول مسألة الرزق والتوكل على الله، مشددًا على ضرورة الفهم الصحيح لمفهوم التوكل، الذي يجب أن يترافق مع السعي والأخذ بالأسباب.

الخوف من المستقبل:

وأوضح الشيخ الجندي أن الخوف من المستقبل فيما يخص الرزق لا ينبغي أن يسيطر على الإنسان، لأن الله سبحانه وتعالى هو المتكفل بأرزاق عباده، سواء كان ذلك للأبناء أو الآباء، مستدلًا بقوله تعالى: "نحن نرزقهم وإياكم" وأيضًا "نحن نرزقكم وإياهم". 

وأشار إلى أن هذه النصوص القرآنية تدعو الإنسان إلى الاطمئنان والثقة في عدالة الأرزاق التي يوزعها الله بحكمة، لكنها في الوقت ذاته تضع الإنسان أمام مسؤوليته في الأخذ بالأسباب والسعي لتحقيق رزقه، وعدم الركون إلى الكسل تحت دعوى أن الرزق مضمون بلا جهد.

السعي والتوكل جناحان :

وفي هذا السياق، ضرب الشيخ الجندي مثالًا عمليًا، قائلاً: "إذا كان لديك طعام يكفي شخصين فقط، فلا يجوز أن تدعو عشرة أشخاص لتناول العشاء دون أن تتأكد من قدرتك على إطعامهم. ولكن إذا جاءك الضيوف دون ترتيب مسبق، فتوكَّل على الله، وسيأتيهم رزقهم بطريقة ما".

وأشار إلى أن الإيمان الحقيقي يقتضي العمل والاجتهاد، موضحًا أن جميع الأنبياء كانوا قدوة في الجمع بين التوكل على الله والسعي لكسب الرزق، مستشهدًا بقصة السيدة مريم العذراء عندما أمرها الله بهز جذع النخلة حتى يتساقط عليها الرطب، وقصة النبي زكريا عليه السلام الذي بشره الله بالولد وهو قائم يصلي، وكذلك النبي نوح عليه السلام الذي أوحى الله إليه ببناء السفينة ولم تأتِه النجاة دون عمل وجهد.

وشدد الشيخ خالد الجندي على أن الرزق قد يأتي من حيث لا يحتسب الإنسان، ولكنه لا يكون بلا سعي وأخذ بالأسباب، مؤكدًا أن الله لا يطلب من عباده أمرًا إلا بعد أن يوفر لهم السبل الممكنة لتحقيقه.

التوازن مفتاح النجاح :

وأكد خالد على أن التوازن بين السعي والتوكل هو المفتاح الأساسي في رحلة الحياة، موضحًا أن الإنسان الذي يسعى بجد واجتهاد، ثم يترك النتائج على الله، هو الأكثر نجاحًا واستقرارًا نفسيًا.

وأختتم الجندي حديثة أن التوكل وحده دون عمل نوعٌ من التواكل غير المحمود، بينما السعي وحده دون يقين برحمة الله قد يورث القلق والخوف، لذا يجب الجمع بين جناحي السعي والتوكل لضمان حياة متوازنة مليئة بالبركة والرضا.