الإغاثة الطبية في غزة: المجاعة تضرب القطاع بقسوة وتهدد حياة الفئات الأضعف
حذّر الدكتور بسام زقوت، مدير جمعية الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من الوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان القطاع نتيجة المجاعة الحادة التي تضرب جميع مناطق غزة، موضحا أن قطاع غزة يعاني من حالة جوع قاسية لم يشهدها من قبل، وقد وصلت الأمور إلى ذروتها مع عجز السكان عن تأمين حتى وجبة غذائية واحدة يومياً لأطفالهم".
الآليات المتوفرة لتسليم المساعدات الغذائية
وأكد “الدكتور زقوت” خلال مداخلة بقناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم، أن الآليات المتوفرة لتسليم المساعدات الغذائية تكاد تكون منعدمة، موضحاً أن المساعدات التي تدخل القطاع حاليًا تمر عبر قنوات محدودة، أبرزها المساعدات الأمريكية التي وصفها بأنها "طريق للموت وليست طريقاً للحصول على الطعام"، في ظل استمرار استهداف طالبي المساعدات وازدياد أعداد الإصابات والشهداء بينهم.
وأضاف أن حالات سوء التغذية في ارتفاع غير مسبوق، حيث ارتفعت نسبة سوء التغذية الحاد لدى الأطفال بنحو 20% مقارنة بالأرقام السابقة، كما ارتفعت نسبة سوء التغذية لدى النساء الحوامل إلى 27%، بينما يعاني نحو 65% منهن من سوء تغذية مزمن، ما أدى إلى زيادة معدلات الإجهاض، ووفيات الأمهات، والولادات المبكرة والمصاحبة لتشوهات خلقية.
الجوع بدأ يفتك بالفئات الأكثر هشاشة
وأشار إلى أن الجوع بدأ يفتك بالفئات الأكثر هشاشة، مثل كبار السن والمرضى المزمنين، والنساء الحوامل، والأطفال الرضع، محذرًا من أن استمرار الوضع بهذا الشكل لأسبوع أو أسبوعين إضافيين سيؤدي إلى "مشاهد كارثية"، خاصة مع بدء تسجيل وفيات بالفعل بسبب سوء التغذية، بلغت على الأقل 10 حالات وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية بين كبار السن.
وأوضح الدكتور زقوت أن القطاع الصحي غير قادر على التعامل مع الحالات المتزايدة لسوء التغذية، في ظل نقص حاد في المكملات الغذائية والأدوية الأساسية وحتى حليب الأطفال، لافتًا إلى أن هذا العجز يتزامن مع موجة من الفيروسات الحادة التي تجتاح القطاع، ومنها ما يسبب التهابات سحائية أو متلازمة "غيلان باريه" التي قد تؤدي إلى الشلل.
وشدد مدير الإغاثة الطبية على أن المجاعة تؤدي إلى إضعاف المناعة وتعريض الأجسام الهزيلة لأمراض مناعية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة السريعة أو إلى أمراض مزمنة مدمرة، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح المدنيين في قطاع غزة.
