تصعيد جديد في غزة.. وحدة خاصة تابعة للاحتلال تختطف مدير المستشفيات الميدانية

أفاد مراسل "القاهرة الإخبارية" من غزة، يوسف أبو كويك، بأن قوة إسرائيلية خاصة نفذت عملية خطف خطيرة جنوب غرب خان يونس، طالت الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة الفلسطينية، موضحا أن الحادثة وقعت أمام المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر، حيث كانت القوة الإسرائيلية تستقل سيارة رباعية الدفع وأطلقت النار على مرافقي الدكتور الهمص، ما أدى إلى استشهاد اثنين وإصابة ثالث بجراح، بينما تم اختطاف الدكتور ونقله مباشرة نحو منطقة دوّار العلم في رفح، الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
عملية اختطافه تمثّل تصعيدًا لافتًا
وأضاف خلال رسالة على الهواء، أن الهمص، الذي شغل سابقًا منصب مدير مستشفى أبو يوسف النجار قبل تدميره، يُعد من أبرز الوجوه الطبية في قطاع غزة خلال الحرب، وكان له حضور دائم في المؤتمرات الصحفية من مستشفى ناصر، حيث تحدث باستمرار عن الانهيار المتسارع في المنظومة الصحية. عملية اختطافه تمثّل تصعيدًا لافتًا في تعامل الاحتلال مع الكوادر الطبية، في ظل الحصار المستمر على القطاع الصحي، مشيرا إلى أن الهمص ينضم بذلك إلى قائمة من الأطباء الفلسطينيين المعتقلين، أبرزهم الدكتور حسام أبو صفية، الذين اختُطفوا في ظروف مشابهة خلال اقتحامات سابقة للمستشفيات.
وأكد أبو كويك أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن العملية تمت بإشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي، على الأرجح عبر وحدة استخباراتية خاصة، وليس عبر المجموعات المحلية المرتبطة بإسرائيل، مثل ما يُعرف بـ"مجموعة أبو شباب"، مضيفا أن المنطقة التي تم نقل الهمص إليها، غرب رفح، مغلقة عسكريًا بالكامل ولا يمكن لأي جهة غير الاحتلال الوصول إليها، وهذا الحدث يعكس نهجًا إسرائيليًا متصاعدًا في استهداف النظام الصحي الفلسطيني، ويفتح الباب أمام تساؤلات خطيرة حول مستقبل الخدمات الطبية في ظل استمرار العدوان.
وفي سياق متصل، أكد أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن المجتمع الدولي، وخصوصًا بعض القيادات السياسية في عدد من الدول، بات يتعامل بقدر مقلق من اللامبالاة تجاه الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مشيرا إلى أن كثيرًا من الدول تكتفي بإصدار بيانات الشجب والاستنكار دون اتخاذ خطوات ملموسة لوقف العدوان، رغم مرور أكثر من 22 شهرًا على حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
وأوضح الشوا خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الاحتلال يستغل هذا التراخي الدولي لمواصلة جرائمه، بما في ذلك القتل اليومي، والتجويع، والتهجير القسري، والتدمير الممنهج، في محاولة لفرض واقع ديموغرافي وجغرافي جديد في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الكارثة لا تقتصر فقط على نقص الغذاء والماء والدواء، بل تمتد إلى تفكيك النسيج المجتمعي الفلسطيني بشكل كامل، وسط صمت دولي غير مبرر.
وانتقد الشوا مواقف بعض الدول التي لم تراجع حتى الآن اتفاقياتها مع إسرائيل، أو حتى علقت شراكتها معها، مشيرًا إلى أن هناك محاولات متكررة لتعطيل قرارات مجلس الأمن الدولي من قبل الإدارة الأمريكية، فضلًا عن فرض عقوبات على مسؤولين أمميين وقضاة في المحكمة الجنائية الدولية، واعتبر الشوا أن ما يجري يهدد مستقبل العدالة الدولية، ويشكّل سابقة خطيرة في تطبيق القانون الدولي تجاه قضايا الشعوب الواقعة تحت الاحتلال.