عبد الله فراج يحذر من فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية: تهديد لاستقرار البورصة

أطلق الخبير الاقتصادي، عبد الله فراج تحذيرًا قويًا بشأن التوقيت الحرج لفرض "ضريبة الأرباح الرأسمالية" على تعاملات البورصة المصرية، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تكون ذات أثر سلبي كبير على أداء السوق في المرحلة الحالية، خاصة في ظل الاستقرار النسبي الذي تشهده البورصة مع العمل بـ"ضريبة الدمغة".
الضريبة تهدد بالانهيار
وأوضح عبد الله فراج، خلال لقائه ببرنامج "أرقام وأسواق" المذاع عبر قناة "أزهري"، أن البورصة المصرية تمر بمرحلة إيجابية وتتجه نحو تحقيق قمة تاريخية، وهو ما يجعل فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية في هذا التوقيت غير مبرر.
وأشار إلى أن الأسواق المالية بطبيعتها تتأثر بشدة بأي قرارات اقتصادية مفاجئة، وأن إعلان مثل هذه الضريبة سيؤدي إلى موجات "جني أرباح قوية"، ما قد يتسبب في هبوط جماعي للأسهم وانخفاض الثقة لدى المستثمرين.
ضريبة الدمغة كافية حاليًا
وأكد عبد الله فراج أن السوق حاليًا يعمل في إطار نظام "ضريبة الدمغة"، والذي أظهر استقرارًا نسبيًا في التعاملات وساعد في تقليل حدة التقلبات. وأضاف أن تغيير النظام الضريبي بشكل مفاجئ سيؤدي إلى ارتباك لدى المستثمرين، خاصة في ظل عدم وضوح السياسات الضريبية المستقبلية.
وشدد الخبير الاقتصادي، على ضرورة تثبيت نظام ضريبي واحد ومحدد في الوقت الراهن، بهدف طمأنة المستثمرين المحليين والأجانب وتشجيع ضخ المزيد من السيولة داخل السوق.
امتصاص الأثر السلبي
ورغم تحذيراته، أشار عبد الله فراج إلى أن السوق لديه القدرة على امتصاص بعض الأخبار السلبية على المدى المتوسط، بما في ذلك فرض ضريبة الأرباح الرأسمالية، لكنه أكد أن ذلك سيكون على حساب هبوط مؤقت قد يكون حادًا.
وأضاف عبد الله فراج أن تعافي السوق من آثار القرار سيكون مرهونًا بثقة المستثمرين في السياسات الاقتصادية العامة، ومدى استجابة الحكومة لمتطلبات السوق وتعزيز بيئة الاستثمار.
مجتمع المال والأعمال
وفي ختام تصريحاته، دعا عبد الله فراج إلى ضرورة فتح قنوات حوار جادة بين الحكومة ومجتمع المال والأعمال، خاصة قبل اتخاذ قرارات حساسة مثل فرض ضرائب جديدة.
وأكد أن إشراك الخبراء والمستثمرين في مناقشة السياسات الضريبية من شأنه أن يقلل من حدة المفاجآت، ويساهم في التوصل إلى حلول وسط تحقق أهداف الدولة المالية دون التأثير سلبًا على أداء السوق أو فقدان ثقة المستثمرين.

ضمان استقرار السوق
طالب الخبير الاقتصادي، في نهاية حديثه بضرورة التركيز على تحقيق الاستقرار الضريبي والتشريعي كأولوية قصوى في الوقت الحالي، مع تأجيل أي تعديلات ضريبية كبرى إلى ما بعد انتهاء مرحلة الصعود الحالية.
وأشار عبد الله فراج إلى أن أي خلل في التوقيت قد يُفقد السوق زخمه الإيجابي، ويؤثر على خطط الطروحات الحكومية والخاصة، وهو ما يتعارض مع أهداف الدولة في تعميق السوق وزيادة رؤوس الأموال المتداولة.