أخطاء التربية تقتل الثقة.. شقيقة الفنان أحمد حلمي "سالي حلمي" تدق ناقوس الخطر

في حوار صريح ومؤثر ضمن برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" على قناة CBC، سلطت الدكتورة سالي حلمي، الاستشاري النفسي وخبيرة التربية، الضوء على أبرز السلوكيات التربوية الخاطئة المنتشرة في المنازل المصرية، داعية إلى مراجعة المفاهيم المغلوطة حول أساليب التعامل مع الأطفال، لا سيما الإحراج العلني والشتائم والعنف.
أكدت سالي حلمي أن "الإحراج أمام الناس" من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الطفل نفسيًا، إذ يُفقده الثقة في ذاته ويُضعف قدرته على التفاعل الاجتماعي لاحقًا، مشدده على أهمية احترام الطفل في كل المواقف، قائلة: "مش لازم نزعق أو نشتم أو نضرب، لأن ده بيكسر الطفل من جواه".
الأسرة مصدر التوازن.. ونموذج الأم القدوة
تحدثت سالي حلمي عن البيئة الأسرية التي نشأت فيها، مشيرة إلى أن والدتها، التي كانت تدرس علم النفس، زرعت فيهم مبادئ الحوار والاحترام. وأضافت أن والدها، رحمه الله، كان شخصية نادرة في الطيبة والكرم، لا يتحدث إلا بالكلام الطيب، ولا يذكر أحدًا بسوء.
وأردفت سالي حلمي: "بابا عمره ما غلط في حد، وكان دايمًا يقولنا ما نجيبش سيرة حد"، مؤكدة أن هذه التربية زرعت فيهم أُسسًا نفسية قوية انعكست على شخصياتهم.
أحمد حلمي .. شقاوة الطفولة وهدوء النضج
عن شقيقها الفنان أحمد حلمي، قالت سالي حلمي إنه كان "شقي جدًا" في طفولته، لكن شقاوته كانت محببة. وأضافت: "كان من النوع اللي تحب شقاوته، مش مزعجة.. كان لذيذ جدًا".
كما أوضحت سالي حلمي أن أحمد حلمي يُعد النسخة الأقرب من والدهم، في هدوئه ورُقيه وتعامله مع الناس، مضيفة: "هو أكتر واحد فينا واخد من بابا... قليل الكلام لكن حضوره بيملأ المكان".
روابط أسرية متينة وعلاقة خاصة بالخالدين
سلطت سالي حلمي الضوء أيضًا على علاقتها بأخيها الراحل خالد حلمي، واصفة إياه بـ"الوالد الثاني" رغم فارق الأربع سنوات فقط، مشيرة إلى أنها كانت تقبل يده من شدة الاحترام والحب. وعن أحمد حلمي، قالت إنها تلجأ إليه دائمًا في المواقف الصعبة، وتعتبره سندًا لا غنى عنه.
ورغم وجود مقاطع فيديو وصور عائلية عديدة، أكدت سالي حلمي أنها تفضل الاحتفاظ بهذه اللحظات بعيدًا عن منصات التواصل، احترامًا لقدسيتها.
التربية بالإهانة.. طريق إلى التشوه النفسي
ناقشت سالي حلمي بشفافية ظاهرة الإهانة اللفظية والضرب، موضحة أن هذه الأفعال ليست حكرًا على فئة اجتماعية بعينها، بل تنتشر حتى بين العائلات المتعلمة والمثقفة، مضيفه: "البنت بتتعرض لنفس الشتائم اللي بتتقال في الشارع... ومش بس في البيوت البسيطة، ده في بيوت راقية جدًا".
وأكدت سالي حلمي أن هذه التربية تُنتج إما شخصية خاضعة تقبل الإهانة في علاقاتها، أو شخصية عنيفة تتعامل برد فعل عنيف نتيجة الغضب المكبوت.
التربية تنتقل عبر الأجيال
أشارت سالي حلمي إلى أن الأم التي تعرضت للعنف في طفولتها إما تصبح قاسية جدًا أو مفرطة في التدليل، وكلا النموذجين يفتقران للتوازن. وأضافت: "اللي اتعودت على القسوة، يا هتكررها أو هتبالغ في العكس، فتبوظ الطفل بطريقة تانية".
كما لفتت سالي حلمي إلى أن الكثير من الفتيات يعانين من صعوبات في العلاقات العاطفية بسبب تأثير التربية العنيفة، إذ تظهر آثارها في الخطوبة والزواج.
غيرة الأم من الابنة.. سلوك مرفوض
في ردها على تساؤلات حول غيرة الأمهات من بناتهن، وصفت سالي حلمي هذا السلوك بـ"غير السوي"، موضحة أنه غالبًا ما يُفسر الخوف والقلق الزائد على أنه غيرة، وهو ما يسبب مشكلات نفسية بين الطرفين.
كما حذرت سالي حلمي من التسرع في إطلاق الأحكام النفسية مثل وصف الأمهات بـ"النرجسيات" بناءً على منشورات فيسبوك أو تيك توك، مؤكدة أن التشخيص النفسي معقد ولا يمكن الحكم به بسهولة.
وعي جديد.. وبداية مختلفة
دعت سالي حلمي الشباب من الجنسين إلى البدء برحلة الوعي النفسي، لتغيير الأنماط السلبية في التربية، قائلة: "اللي حصل حصل.. لكن نقدر نبدأ تربية مختلفة لأولادنا"، كما ونبّهت إلى خطورة العبارات البسيطة المهينة مثل "إنت غبي"، مؤكدة أنها تُسبب جروحًا نفسية عميقة تستمر لسنوات.
وأضافت سالي حلمي: "مش مهم تعليمك قد إيه، المهم وعيك.. البيت هو أول مدرسة".
منى زكي.. "الزوجة الرقيقة المثالية"
تحدثت سالي حلمي عن علاقتها بمنى زكي، زوجة شقيقها، مؤكدة أنها إنسانة "رقيقة وطيبة جدًا" ولا يمكن أن تحمل لها أي مشاعر سلبية، بل تعتبرها سندًا للعائلة، خاصة في المناسبات الصعبة مثل فقدان الوالدين.
وأضافت سالي حلمي: "منى ست جميلة ومثالية، وأنا ما أقدرش أزعل منها أبدًا... مفيش مكان لدور الحماة الشريرة بينا".
أحمد حلمي في عيون شقيقته
رغم محبتها الكبيرة له، أكدت سالي حلمي أنها لا تصلح لتقييم أعماله الفنية، لأنها تراها دومًا جميلة وتفتقر للحيادية، مردفه: "طلب مني رأيي في فيلم، بس أنا ضحكت، أنا دايمًا شايفة اللي بيعمله حلو".
وأوضحت سالي حلمي أن العلاقة بينهما تقوم على خفة الظل والدعم المتبادل، مع احترام متبادل لخصوصيات العمل.
الفجوة الرقمية بين الأهل والأبناء
حذرت سالي حلمي من تأثير العالم الرقمي في خلق فجوة كبيرة بين الأهل والأبناء، قائلة: "دلوقتي ولادنا بيصحوا على الموبايل وبيناموا عليه، ومبقاش في وقت للصلاة أو الجلوس مع الأسرة".
وأضافت سالي حلمي أن التحدي الحالي أكبر من مجرد صديق سيئ، بل يتمثل في جهاز إلكتروني يسرق انتباه الأطفال بالكامل.
التربية مسؤولية تحتاج صبرًا
في رسالتها الأخيرة للأمهات، شددت سالي حلمي على أهمية الصبر في التربية، مؤكدة أن الطفل لن يستجيب سريعًا دائمًا، وأن "النَفَس الطويل" هو كلمة السر، مضيفه: "أنا زي أي أم، ولادي بيتأخروا في الصلاة أو المذاكرة، بس ما بسيبش... لازم أكون موجودة بحواسي مش بس بجسدي".
رسالة مباشرة للأمهات
واختتمت سالي حلمي حديثها برسالة مباشرة للأمهات: "لو عايزة ابنك يسمعك، لازم يشوفك بتعملي اللي بتطلبيه منه... التربية مش أوامر، دي مشاركة واحتواء وصبر".
رسالة سالي حلمي ليست فقط دعوة للأهل لمراجعة مفاهيمهم، بل نداء لإعادة بناء جسور الثقة والمحبة داخل البيوت، فالأسرة السوية هي نواة المجتمع السليم.