أبطال مسلسل فات الميعاد يناقشون معاناة المرأة في الزواج: "دراما بامتياز"

في لقاء خاص ضمن برنامج "صاحبة السعادة" الذي تقدمه الإعلامية إسعاد يونس على قناة DMC، تحدث أبطال وصُنّاع مسلسل فات الميعاد عن كواليس العمل وتفاصيله، مسلطين الضوء على قضية معاملة الزوج لزوجته، باعتبارها محورًا رئيسيًا في الحكاية.
المشاركون أكدوا أن مسلسل "فات الميعاد" لم يكن مجرّد سرد درامي تقليدي، بل تجربة إنسانية تلامس شريحة كبيرة من المجتمع، لا سيما الطبقة المتوسطة، التي دائمًا ما تُشكّل القلب النابض للدراما المصرية، بقضاياها وتناقضاتها وتعقيداتها النفسية.
من حكاية عائلية إلى مشروع درامي
أوضح القائمون على العمل أن فكرة مسلسل "فات الميعاد" جاءت بمحض الصدفة من حكاية واقعية رواها أحد أصدقاء فريق الإنتاج، حيث لفتت انتباههم تفاصيلها النفسية والاجتماعية. يقول أحد المنتجين: "الفكرة جات من صديق في الشركة، أستاذ محمد بسيوني، حكى لنا حكاية من العيلة… وشدنا إن فيها حاجة جديدة وغريبة، وبدأت تتبلور في الحلقات الأخيرة من المسلسل".
تم عرض الفكرة مسلسل "فات الميعاد" على السيناريست محمد فريد، الذي أعجب بها وطلب كتابتها في معالجة من 10 صفحات، ومن هنا بدأت تتشكل ملامح العالم الدرامي للعمل، بمشاركة ورشة من الكتاب المتميزين.
كتابة دقيقة وإعادة بناء مستمرة
مرّت الكتابة بمراحل متعددة من التعديل وإعادة الصياغة، حتى خرج النص في صورته النهائية بعد عدة مراجعات دقيقة، بحسب تصريحات فريق العمل مسلسل "فات الميعاد" ، مؤكدين أن الشخصية المحورية كانت بحاجة إلى معالجة شديدة الحساسية لتفادي النمطية.
مسلسل "فات الميعاد" ، كما وصفه المشاركون، ليس فقط دراما اجتماعية، بل عمل نفسي مركب يطرح أسئلة مهمة عن الزواج، والاختلال في العلاقة بين الزوج والزوجة، والضغوط التي تتعرض لها المرأة في بيت الزوجية.
المخرج سعد هنداوي
المخرج سعد هنداوي عبّر عن سعادته بالمشاركة في مسلسل "فات الميعاد"، مؤكدًا أنه لم يكن بعيدًا عن الدراما بل خارج مصر لبعض الوقت، وعاد حين وجد مشروعًا "يتوفر له كل العناصر الحلوة"، على حد تعبيره.
وأضاف أن التحدي الأكبر بالنسبة له كان في الابتعاد عن المباشرة والتلقين، وتقديم العمل مسلسل "فات الميعاد" بصورة تجعل المشاهد يتفاعل مع القصة دون أن يشعر بأنها "درس توعوي"، موضحًا: "كان شاغلني جدًا إزاي الإيموشن هو اللي يمرر كل حاجة... الجمهور هو اللي يفكر ويقرر".
أبعاد متعددة وواقعية متقنة
أكد هنداوي أن ما شجعه على خوض تجربة مسلسل "فات الميعاد" هو أن الشخصيات كانت مكتوبة بعناية كبيرة، وكل شخصية لها عمق نفسي وطبقات متعددة، مما أعطى فرصة للممثلين لتقديم أداء حقيقي وصادق.
وأوضح: "كان همّي إن الشخصيات دي تبقى شبه الناس اللي حوالينا، نحس بيهم وكأننا نعرفهم من حياتنا اليومية… وكان الخوف الأكبر من الوقوع في فخ المباشرة أو السطحية".
ضغوط الإنتاج وسرعة التنفيذ
رغم النجاح الفني والنقدي ، لم يكن الطريق سهلاً، فقد كشف فريق العمل مسلسل "فات الميعاد" أنهم كانوا تحت ضغط كبير من ناحية الوقت والإنتاج، حيث تم تصوير المسلسل في 60 يومًا فقط خلال موسم رمضان، وسط التزامات مالية صارمة.
وأشاروا إلى أن العمل خرج بهذا المستوى رغم التحديات، وكان له صدى كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، وحقق نجاحًا جماهيريًا ونقديًا لافتًا.

صدى اجتماعي وجماهيري واسع
أكد صُنّاع "فات الميعاد" أن المسلسل استطاع أن يصل إلى قلب الجمهور لأنه حكى عن قضية قريبة من الناس، وهي: هل يشعر الزوج بالتهديد من نجاح زوجته؟ ..كيف يمكن للمرأة أن تحافظ على كرامتها وسط حياة مليئة بالتنازلات؟ .. وأين تقع حدود الاحترام والتقدير في العلاقة الزوجية؟
العمل لم يقدّم إجابات جاهزة، بل طرح الأسئلة وترك للجمهور حرية التفكير، وهي ميزة تحسب لصُنّاعه الذين ركزوا على الجانب العاطفي والإنساني أكثر من الشعارات أو الوعظ.
"فات الميعاد" لم يكن مجرد عمل درامي آخر في سباق رمضان، بل حكاية نابضة بالحياة مستوحاة من واقع نعيشه ونراه يوميًا. قدم المسلسل رؤية فنية وإنسانية عن الزواج من منظور المرأة، وصراعها من أجل الحفاظ على ذاتها في علاقة قد تفرض عليها التنازلات.