يوسف معاطي: الغياب عن مصر كان للتأمل والكتابة.. و"الورش" لا تصنع أسماء خالدة

كشف الكاتب والمؤلف يوسف معاطي عن تفاصيل فترة غيابه عن الساحة الفنية وسفره إلى الخارج، موضحًا أنها لم تكن انقطاعًا عن الإبداع، بل محطة تأمل وكتابة مكثفة.
وأكد يوسف معاطي، في حوارٍ خاص مع الإعلامي عمرو الليثي ببرنامج "واحد من الناس" على شاشة قناة الحياة، أن قلبه ظل متعلقًا بمصر طوال فترة إقامته بالخارج، مشيرًا إلى أنه لم يشعر أبدًا بالانفصال عن الوطن، رغم إقامته لسنوات في كل من فرنسا وإنجلترا وإيطاليا.
تأمل وإبداع بلا قيود
وصف يوسف معاطي تلك المرحلة بأنها كانت بمثابة عزلة اختيارية أتاحت له التفرغ للكتابة، بعيدًا عن ضغوط ومواعيد الدراما التلفزيونية، قائًلا: "كنت أجلس في المقاهي أراقب الناس والمسرح والحياة، وكانت هذه المشاهد كافية لأن تمدني بإلهام لا ينضب."
وأوضح يوسف معاطي أنه خلال هذه السنوات أنجز عدة أعمال أدبية وفنية، إلى جانب ترجمته لمجموعة من الكتب التي ساعدته على التعمق في فهم الثقافات المختلفة، وهو ما أثرى أدواته ككاتب.
خارج المنظومة الدرامية
أشار يوسف معاطي إلى أن البعد عن الالتزامات الفنية المعتادة في مصر منحه مساحة من الحرية الفكرية والتجريبية، جعلته يرى المشهد الإبداعي من زاوية مختلفة، موضحًا أن الانغماس في عجلة الإنتاج أحيانًا يُفقد الكاتب قدرته على التأمل.
وأكد يوسف معاطي أنه لا يهاجم ورش الكتابة بشكل عام، لكنه يرى أن نظام "الورش" لا يخلق كُتابًا بأسماء مستقلة أو هويات فنية واضحة، بل يؤدي غالبًا إلى إنتاج أعمال جماعية على غرار المسلسل الأمريكي الشهير Friends، الذي تطلب سنوات من العمل الجماعي المكثف حتى خرج للنور.
وأضاف يوسف معاطي: "الورش قد تكون مفيدة من الناحية التقنية، لكن الكاتب الحقيقي لا يصنعه إلا الإبداع الفردي، والقدرة على الغوص في النفس البشرية بمعزل عن التفكير الجماعي."
السينما بين الحنين والإلهام
في ختام اللقاء، عبّر يوسف معاطي عن إعجابه العميق بالسينما المصرية الكلاسيكية، مستشهدًا بفيلمين يعتبرهما من قمم الدراما السينمائية وهما: "ثرثرة فوق النيل" و*"الكرنك"*، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما في فترة السبعينيات.
وقال يوسف معاطي: "ذات مرة سألت الأستاذ ممدوح الليثي عن سر تميز هذين الفيلمين، فقد شعرت أمامهما أنني أمام سيناريوهات راقية تحمل قضايا وجودية، وتخاطب عقل المتفرج وروحه."
وأكد يوسف معاطي أن هذه الأعمال تبقى خالدة لأنها نتجت عن فكر عميق وجرأة في الطرح، في زمن كان فيه الإبداع يحتل مكانة مقدسة، والمبدع يُعامل كصانع وعي وليس مجرد صانع ترفيه.

معاطي بين الغربة والعودة
رغم إقامته في عدة دول أوروبية، ظل يوسف معاطي مرتبطًا بمصر وجدانيًا، موضحًا: "كنت دائمًا أقول لنفسي: ليتني كنت في مصر. لم يكن قلبي بعيدًا عنها يومًا."
ويبدو أن عودت يوسف معاطي إلى الشاشة عبر لقاء نادر، هي بداية جديدة لاستعادة حضوره القوي في المشهد الثقافي والفني، بعد أن جمع بين التجربة الدولية والروح المصرية الأصيلة التي طالما ميزت أعماله.