«الهجرة الدولية»: 86% من غزة غير صالحة للحياة بفعل النزوح والقصف |فيديو

في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، حذّرت منظمة الهجرة الدولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق، مشيرة إلى أن العائلات الفلسطينية باتت مجبرة على التنقل نحو مناطق تزداد اكتظاظًا وتفتقر لأدنى مقومات الحياة، في ظل غياب أي مكان آمن داخل القطاع المحاصر.
العائلات تُجبر على النزوح
ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن تقرير صادر عن منظمة الهجرة الدولية، أن العائلات في غزة لم تعد تجد ملاذًا آمنًا من القصف، حيث تُجبر على التنقل المتكرر إلى مناطق محدودة المساحة، تعاني من كثافة سكانية شديدة وتدهور بيئي وصحي بالغ الخطورة، في ظل غياب خدمات أساسية مثل المياه، والصرف الصحي، والرعاية الطبية.
وأكدت منظمة الهجرة الدولية أن هذه التحركات القسرية تتم في ظروف شديدة القسوة، حيث يعاني السكان من نقص الغذاء، وانتشار الأوبئة، وانهيار البنية التحتية، ما يجعل كل تحرك نحو "مكان أكثر أمنًا" مجرد وهم لا أساس له على أرض الواقع.
انهيار وقف إطلاق النار
وأشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير أدى إلى توسيع رقعة المناطق العسكرية المحظورة، وارتفاع وتيرة أوامر الإخلاء التي تصدرها القوات الإسرائيلية بشكل متسارع، مما يدفع آلاف العائلات إلى ترك منازلها دون وجهة واضحة.
وأكد منظمة الهجرة الدولية أن التوسع المستمر في العمليات العسكرية الإسرائيلية جعل معظم مناطق غزة غير صالحة للسكن أو الاستقرار، إذ بات السكان يواجهون معضلة وجودية بين خيارين كلاهما قاتل: البقاء في منازلهم معرضين للقصف، أو النزوح إلى مناطق غير مجهزة وغير آمنة.
86% من قطاع غزة
في أرقام صادمة، كشفت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 86% من أراضي قطاع غزة أصبحت خاضعة إما لأوامر نزوح قسرية، أو مناطق تصنف كمحظورة عسكريًا، وهو ما يعني فعليًا أن القطاع بأكمله تقريبًا قد تم إخلاؤه من سكانه أو أصبح غير قابل للحياة.
ونوهت إلى أنه يُعد هذا الرقم مؤشرًا خطيرًا على دخول قطاع غزة في مرحلة كارثية على الصعيدين الإنساني والسياسي، إذ يشير إلى أن نحو مليوني نسمة باتوا تحت التهديد اليومي بفقدان المأوى، أو الحياة، أو كليهما.
وقف الكارثة المتفاقمة
وفي ظل هذا الوضع، تتصاعد الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين، حيث حذّرت منظمات أممية من أن استمرار هذا الوضع سيقود إلى كارثة إنسانية شاملة، خصوصًا في ظل تعطل النظام الصحي بالكامل، وانقطاع الكهرباء والمياه، وتوقف المخابز والمستشفيات عن العمل.
كما شددت منظمة الهجرة الدولية على ضرورة تحييد المدنيين عن الصراع، ووقف عمليات النزوح القسري، والعمل بشكل عاجل على توفير ممرات آمنة للمساعدات والإغاثة، محذرة من أن العالم يقف على أعتاب واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث إذا لم يتم التحرك الفوري لاحتواء الكارثة في غزة.

نداء لإنقاذ ما تبقى
تختتم منظمة الهجرة الدولية تقريرها بنداء عاجل للمجتمع الدولي، مفاده أن الأوضاع في غزة لم تعد تحتمل المزيد من التجاهل أو الانتظار، مشيرة إلى أن "غزة اليوم تُباد إنسانيًا قبل أن تُقصف عسكريًا"، وأن استمرار الصمت الدولي قد يُسجّل وصمة عار جديدة في تاريخ الإنسانية.