مصر ترحب باتفاق إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس| فيديو

في خطوة دبلوماسية جديدة تعكس حرص مصر على دعم الاستقرار في القارة الأفريقية، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، ترحيبها بالتوقيع على "إعلان المبادئ" بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو، المعروف باسم حركة 23 مارس، والذي جرى التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة ، حسبما ذكرت قناة إكسترا نيوز.
دعم مصري للسلام الإقليمي
وأكدت الخارجية المصرية في بيان رسمي، أن مصر تنظر إلى هذا الاتفاق بوصفه خطوة بناءة نحو تحقيق السلام الشامل والدائم في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي المناطق التي عانت طويلاً من النزاعات المسلحة والاضطرابات الأمنية، والتي كان لها انعكاسات سلبية على الأوضاع الإنسانية والمعيشية لملايين المدنيين.
وشددت الخارجية المصرية على أهمية الاستفادة من هذا الاتفاق في تعزيز السلم والاستقرار في منطقة البحيرات العظمى بأكملها، لما لها من أهمية جيوسياسية على مستوى القارة، مشيرة إلى أن أي تقدم في تحقيق الأمن في الكونغو الديمقراطية ينعكس إيجابًا على الأمن الإقليمي والإفريقي ككل.
الوضع الإنساني والمعيشي
وتأمل الخارجية المصرية أن يُسهم الاتفاق في تخفيف معاناة المدنيين وتعزيز الوضع الإنساني المتدهور في شرق الكونغو، لاسيما في ظل تصاعد العمليات العسكرية خلال السنوات الماضية، التي أسفرت عن تشريد مئات الآلاف من السكان المحليين وتدمير البنية التحتية الحيوية في العديد من المدن والمناطق الريفية.
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن هذه المبادرة تعد خطوة أولى نحو تهدئة الصراع الداخلي، تمهيدًا لانطلاق مفاوضات أشمل تتناول جذور الأزمة، بما في ذلك قضايا التوزيع العادل للثروات، وتمكين المجتمعات المحلية، ودمج الفصائل المسلحة في العملية السياسية.
تحية للدور القطري والدولي
وثمنت الخارجية المصرية الجهود التي بذلتها دولة قطر في استضافة ورعاية الحوار الذي أفضى إلى توقيع الاتفاق، مشيدة بالدور الذي تلعبه الدوحة في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة داخل أفريقيا، كما دعت القاهرة المجتمع الدولي والمؤسسات الإقليمية، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأمم المتحدة، إلى دعم الاتفاق ومواكبة تنفيذه لضمان تحقيق النتائج المرجوة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق السياسة الخارجية المصرية الثابتة الداعمة لحل النزاعات بالقارة السمراء عبر الطرق السلمية والحوار البنّاء، حيث سبق لمصر أن دعمت جهود التسوية في جنوب السودان، والسودان، وليبيا، وأفريقيا الوسطى. كما تواصل القاهرة طرح مبادرات تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي والاستقرار السياسي، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر تجاه عمقها الأفريقي.

مستقبل واعد لحل النزاعات
ويأمل المراقبون أن يشكل هذا الإعلان بداية حقيقية لحل الأزمة الممتدة منذ أكثر من عقد بين الحكومة الكونغولية وحركة 23 مارس، والتي ظهرت مجددًا على الساحة بعد أن استأنفت نشاطها المسلح منذ عام 2021، مما تسبب في تأزيم المشهد الأمني والإنساني في مناطق مثل غوما ونورد كيفو.
في الختام، يبقى تنفيذ ما جاء في إعلان المبادئ هو الاختبار الحقيقي لجميع الأطراف، وسط دعم إقليمي ودولي متزايد يراهن على أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا لمصالحة وطنية شاملة تفتح الطريق أمام مستقبل أكثر استقرارًا للكونغو الديمقراطية ومنطقة شرق أفريقيا.