خبير علاقات دولية: واشنطن تدرك أن القاهرة ركيزة استقرار الشرق الأوسط

قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال مايكل كوريلا، يأتي في توقيت بالغ الأهمية، لا سيما مع استمرار التصعيد المتواصل في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا في قطاع غزة.
وأشار أحمد في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز" إلى أن هذا اللقاء يعكس عدة أبعاد استراتيجية، من أبرزها حرص مصر على وقف نزيف الدم الفلسطيني عبر جهود تنسيقية مكثفة مع الولايات المتحدة وقطر للتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في القطاع.
شراكة استراتيجية
وأوضح أن العلاقات بين مصر والولايات المتحدة تقوم على شراكة استراتيجية تتضمن مسارين متوازيين، الأول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والثاني التنسيق المشترك في قضايا المنطقة. وأكد أن مصر تظل "ركيزة أساسية للاستقرار في الشرق الأوسط"، وهو ما تدركه واشنطن جيدًا.
كما بيّن الخبير الدولي أن الولايات المتحدة تقدر النهج المصري في إدارة الأزمات الإقليمية، خاصة استراتيجيتها التي تركز على معالجة جذور الصراعات، لا سيما القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى دعم الدولة الوطنية في دول تعاني من نزاعات مثل ليبيا والسودان، إلى جانب مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري.
دعم أمريكي متجدد للموقف المصري بشأن نهر النيل
وفي سياق الحديث عن القضايا الإقليمية، شدد الدكتور أحمد في تصريحاته على أهمية دعم الولايات المتحدة للموقف المصري في ملف سد النهضة، معتبرًا أن المياه بالنسبة لمصر "قضية وجود لا تقبل الجدل أو المساومة".
وأوضح أن الموقف المصري الثابت يدعو للتعاون والحوار، وضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم حول ملء وتشغيل السد، مشيرًا إلى أن نهر النيل نهر دولي تحكمه قواعد القانون الدولي، بما في ذلك مبدأ "عدم الإضرار" والحقوق التاريخية المكتسبة.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت قد أبدت دعمًا واضحًا للموقف المصري، وهو ما يعكس فهمًا أمريكيًا لعدالة المطالب المصرية، داعيًا إلى البناء على هذا الدعم من أجل الضغط على إثيوبيا للوصول إلى اتفاق منصف، خاصة خلال فترات الجفاف.
"مؤسسة غزة الإنسانية" والرهان على الضغوط الدولية
وحول الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، أشار أحمد إلى أن أحد أبرز أولويات مصر في اتصالاتها الدولية هو ضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، دون شروط أو قيود، ومن خلال الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة المعتمدة، وعلى رأسها "الأونروا" والهلال الأحمر.
ووصف ما يسمى بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، التي فرضتها سلطات الاحتلال، بأنها "فخ لقتل الفلسطينيين"، لافتًا إلى استشهاد أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات.
وأكد أن هذا "النهج الإجرامي" يتطلب ضغطًا أمريكيًا مباشرًا على حكومة الاحتلال، موضحًا أن "الطرف الوحيد القادر على كبح جماح التطرف الإسرائيلي هو الإدارة الأمريكية"، مضيفًا: "الرئيس ترامب نفسه تحدث عن أن شعب غزة يعيش في جحيم، وشدد على ضرورة تمكينه من الحياة بكرامة".