منير أديب: حركة حسم وأخواتها خرجت من رحم جماعة الإخوان منذ 2013| فيديو

أكد منير أديب، الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي، أن التنظيمات الإرهابية التي نشطت في مصر بعد عام 2013، وعلى رأسها حركة "حسم"، جميعها ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بجماعة الإخوان الإرهابية، موضحًا أن تلك الجماعات خرجت من عباءة التنظيم الأم أو تلقت دعمًا كبيرًا منه، في إطار مساعٍ مستمرة لاستعادة نفوذ الجماعة بعد الإطاحة بحكمها.
وأوضح منير أديب، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن جماعة الإخوان حاولت إعادة إنتاج نفسها عبر إنشاء أذرع مسلحة جديدة، تقوم مقامها في تنفيذ عمليات إرهابية، وتبث رسائل تهديد وإرباك في الداخل المصري، مؤكدًا أن "حسم" هي النموذج الأوضح لهذا التوجه.
من التأسيس إلى التراجع
وقال منير أديب، حركة "حسم" تأسست في أعقاب سقوط جماعة الإخوان من الحكم عام 2013، بأوامر مباشرة من القيادي الإخواني الدكتور محمد كمال، أحد أبرز أعضاء مكتب الإرشاد، الذي ترأس ما عُرف بـ"اللجنة الإدارية العليا"، المسؤولة عن النشاط السري للجماعة بعد تصنيفها كتنظيم إرهابي.
وأوضح أديب، أن "حسم" بدأت نشاطها بقوة عام 2016، حين تبنّت سلسلة من العمليات الإرهابية التي استهدفت رموزًا أمنية ومنشآت حيوية، إلا أن الضربات الأمنية الاستباقية قلّصت من قدراتها بشكل كبير، خصوصًا بعد حادثة تفجير معهد الأورام في 2019، والتي كانت نقطة تحوّل أدت إلى تراجع ظهور التنظيم.
وأكد، أن أجهزة الأمن المصرية نجحت في تفكيك العديد من الخلايا التابعة للحركة، وضرب مراكزها اللوجستية، ما أدى إلى انهيار بنيتها التنظيمية والعملياتية خلال السنوات اللاحقة.
عودة النشاط المشبوه
ورغم هذا الانحسار، حذر منير أديب، من عودة "حسم" إلى الواجهة مؤخرًا، مشيرًا إلى أن هذه المحاولة تتزامن مع ظروف إقليمية معقدة، تشهدها مناطق مثل غزة وسوريا والسودان، حيث تحاول جماعة الإخوان استغلال الفوضى لإعادة بث الفتنة وزعزعة الاستقرار في الداخل المصري.
وأوضح منير أديب أن الإخوان، بعد فشلهم في إدارة الحكم، باتوا يسعون إلى استنساخ تجربة التنظيمات المسلحة مثل "داعش"، التي ظهرت في سوريا والعراق وتمكنت من السيطرة على أراضٍ واسعة قبل أن تنهار لاحقًا، محذرًا من أن الجماعة تسعى لإعادة سيناريوهات مشابهة في مصر.
الجذور الفكرية للعنف
لفت منير أديب، إلى أن العنف ليس طارئًا على جماعة الإخوان، بل يمثل أحد المرتكزات الفكرية التي وضعها مؤسسها حسن البنا منذ بدايات التنظيم. وأوضح أن البنا صرّح علنًا في مؤتمر عام 1938، أن الإخوان سيستخدمون القوة المسلحة إذا رأوا ضرورة لذلك.
وأكد منير أديب، أن هذا التوجه لا يزال قائمًا في عقل الجماعة التنظيمي حتى اليوم، وهو ما يفسر اعتمادها المستمر على أذرع مسلحة كلما ضاق بها المجال السياسي أو خسرت أدواتها في الساحة العلنية.

مصر صامدة أمام المخططات
اختتم منير أديب، تصريحاته بالتأكيد على أن الدولة المصرية، بفضل أجهزتها الأمنية ومؤسساتها الصلبة، أثبتت قدرتها على التصدي لتلك المخططات الإرهابية، مشددًا على ضرورة الوعي المجتمعي بهذه التهديدات، وعدم الانجرار وراء محاولات التهويل أو التشويش التي تسعى من خلالها الجماعة وأذرعها إلى إرباك المشهد الداخلي.
وأضاف منير أديب، أن يقظة الدولة وقدرتها على الاستباق والتعامل مع التنظيمات المسلحة تُعد نموذجًا يُحتذى به في الحرب الفكرية والأمنية ضد الإرهاب، خصوصًا في ظل تنامي التهديدات العابرة للحدود في المنطقة.