عاجل

أضرار عدم شرب الماء في الصيف مخاطر صامتة تهدد صحتك الجسدية والنفسية

الجفاف
الجفاف

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، يزداد فقدان الجسم للسوائل عبر التعرق والتنفس، وهو ما يجعل شرب الماء بكميات كافية ضرورة يومية لا غنى عنها. ومع ذلك، يتجاهل كثيرون هذا الأمر، إما بسبب الانشغال أو ضعف الإحساس بالعطش، دون أن يدركوا أن الجفاف الصامت قد يكون أكثر خطورة مما يبدو.

الجفاف لا يؤثر فقط على الجلد أو الفم، بل يتسلل إلى وظائف حيوية في الجسم مثل الكلى، الدورة الدموية، الدماغ، بل وحتى المزاج العام، فيما يلي ، نسلط الضوء على أبرز أضرار عدم شرب الماء في الصيف، وكيف يمكن لهذا الإهمال البسيط أن يؤدي إلى نتائج خطيرة على الصحة العامة.

اضطراب في وظائف الكلى وتكوّن الحصوات

تعتبر الكلى أكثر الأعضاء تأثرًا بنقص الماء، فعندما لا يحصل الجسم على كفايته من السوائل، يصبح البول أكثر تركيزًا، مما يزيد من خطر ترسّب الأملاح وتكوّن الحصوات، كما يؤدي الجفاف المزمن إلى إجهاد الكلى على المدى الطويل، وقد يسهم في فشلها الوظيفي.

الصداع والدوخة وفقدان التركيز

يؤثر الجفاف مباشرة على نشاط الدماغ، فقلة الماء تقلل من تدفق الدم والأوكسجين إلى المخ، ما يؤدي إلى الصداع، الدوخة، وصعوبة في التركيز والتفكير بوضوح. وفي الأيام الحارة، قد تتفاقم هذه الأعراض بسرعة إلى فقدان الوعي، خاصة لدى كبار السن والأطفال.

خلل في حرارة الجسم والتعرق المفرط

الماء هو عنصر أساسي في تنظيم حرارة الجسم، وعند نقصه، تتعطل هذه الآلية، ما قد يؤدي إلى ارتفاع حرارة الجسم والإصابة بـ"ضربة شمس" أو "الإجهاد الحراري"، وهما حالتان قد تكونان مهددتين للحياة إذا لم يتم التعامل معهما بسرعة.

 تأثير مباشر على البشرة والشعر

قلة شرب الماء تنعكس بسرعة على مظهر الجلد؛ فيظهر باهتًا، جافًا، وأكثر عرضة لظهور التجاعيد المبكرة. كما يتأثر الشعر أيضًا، فيصبح ضعيفًا وعرضة للتقصف والتساقط، ويُلاحظ في الصيف أن البشرة تفقد مرونتها ونضارتها بسبب فقدان السوائل دون تعويض.

اضطراب في الهضم والإمساك

يلعب الماء دورًا مهمًا في عملية الهضم، بدءًا من إفراز اللعاب حتى حركة الأمعاء. نقص الماء يؤدي إلى بطء الهضم، وصعوبة امتصاص الطعام، وزيادة احتمالية الإصابة بالإمساك المزمن، وهو أمر شائع في الصيف لدى من يهملون شرب الماء.

تقلب المزاج وزيادة التوتر

تشير دراسات إلى أن الجفاف الخفيف يمكن أن يؤثر على الحالة النفسية، مسببًا القلق، الانفعال، وتقلب المزاج. وفي فصل الصيف، تصبح هذه الأعراض أكثر حدة مع ارتفاع درجة الحرارة وضغط الجو، ما يجعل الحفاظ على الترطيب عنصرًا مهمًا في الاستقرار النفسي.

زيادة معدل ضربات القلب

عند الجفاف، ينخفض حجم الدم في الجسم، ما يضطر القلب للعمل بجهد أكبر لضخ الدم وتوزيعه. هذا يؤدي إلى تسارع ضربات القلب، والشعور بالتعب العام والإجهاد، حتى دون القيام بأي مجهود بدني كبير.

كم نحتاج من الماء يوميًا في الصيف؟

يختلف احتياج الماء من شخص لآخر حسب العمر، الوزن، النشاط البدني، ودرجة الحرارة. لكن بشكل عام، يُنصح بشرب ما لا يقل عن:

  • 2.5 إلى 3.5 لتر يوميًا للرجال
  • 2 إلى 3 لترات يوميًا للنساء

مع ضرورة زيادة الكمية في حال ممارسة الرياضة أو التعرق الزائد.

نصائح ذكية للترطيب اليومي في الصيف

  • لا تنتظر الشعور بالعطش، فالعطش يعني أن جسمك بدأ يدخل مرحلة الجفاف.
  • احمل زجاجة ماء معك دائمًا واشرب منها على فترات منتظمة.
  • أضف شرائح الفاكهة أو أوراق النعناع للماء لتحسين الطعم.
  • تناول الخضروات والفواكه الغنية بالماء مثل الخيار، البطيخ، والبرتقال.
  • تجنب الإفراط في شرب المشروبات المنبهة أو الغازية، فهي تساهم في فقدان السوائل.

قد تبدو قلة شرب الماء مسألة بسيطة، لكنها تحمل في طياتها تهديدًا صامتًا لصحة الجسم والعقل. وفي فصل الصيف، حيث يفقد الإنسان كمية كبيرة من السوائل دون أن يشعر، تصبح كل رشفة ماء أشبه بجرعة وقاية. لا تنتظر أن يصرخ جسدك بالعطش، امنحه الماء بانتظام، وامنح نفسك الصحة والحيوية والنقاء.

تم نسخ الرابط