هل الصراع الإسرائيلي يتجاوز غزة ليطول دولًا عربية أخرى؟.. خبير يجيب|فيديو

كشف الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، عن تعقيدات التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مُرجعًا ذلك إلى غياب الإرادة السياسية الحقيقية لدى إسرائيل والولايات المتحدة، مُشيرًا إلى أن الصراع يتجاوز غزة ليطال دولًا عربية ذات سيادة مثل لبنان وسوريا، في إطار مشروع استيطاني توسعي.
أمريكا وإسرائيل تفتقران للإرادة
أوضح دكتور سلامة في مداخلة هاتفية لقناة "أكسترا نيوز" أن التكهنات الأخيرة بوقف الحرب تصطدم بحقيقة أن إسرائيل، بدعم أمريكي لا ترغب في إنهاء الصراع قائلًا: لو كانت هناك إرادة حقيقية لوقف إطلاق النار، لاستطاع ترامب أن يأمر نتنياهو بإنهاء العدوان الذي يستمر منذ 21 شهرًا، لكن إسرائيل تريد توسيع مشروعها الاستيطاني على حساب أراضي عربية محتلة ودول مستقلة.
وحذّر من أن استمرار العدوان، الذي خلف آلاف الشهداء والمصابين، يُعدّ جزءًا من خطة لتصفية القضية الفلسطينية، لافتًا إلى تحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة ضغط"عبر مؤسسات غير مؤهلة مثل مؤسسة غزة الإنسانية التي يديرها متعهدون أمنيون أمريكيون، وفق وصفه.
تهجير الفلسطينيين
ردًا على تساؤلات حول خطط تهجير الفلسطينيين إلى دول مثل ليبيا وإثيوبيا، أكد سلامة أن الفلسطينيين يرفضون ترك أرضهم، وما زالوا يطالبون بدولة على حدود ،و الخط الأحمر المصري هو الذي أوقف هذه المخططات، وإذا لم يكن موجودًا لشهدنا كوارث أكبر.
وأضاف أن الدول المزعومة لاستقبال المهجرين لم تُسأل أصلاً، معتبرًا أن الحديث عن التهجير محض هراء إسرائيلي يهدف لتصفية القضية، خاصةً مع تصريحات القادة الإسرائيليين بأن وجود دولة فلسطينية يهدد أمن إسرائيل، بينما الواقع بحسبه أن إسرائيل نفسها هي مصدر التهديد للمنطقة.
وعلق دكتور سلامة على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين، قائلًا: الاتفاق المطروح ليس لوقف الحرب، بل لاستعادة الأسرى الإسرائيليين فقط و هذا انحياز أمريكي صارخ، بل تواطؤ لتصفية القضية.
وانتقد الادعاءات الأمريكية المتكررة عن اتفاق وشيك، مشيرًا إلى أنها أكاذيب إعلامية تهدف لكسب الوقت، بينما المفاوضات تدور في حلقة مفرغة بسبب التعنت الإسرائيلي وتدمير الجهود المصرية.
إسرائيل تستغل ضعف العرب
وحذّر دكتور سلامة من توسع دائرة الصراع بعد ضربات إسرائيل في لبنان وسوريا واليمن، قائلًا:أمريكا تتعمد استهداف الحلقات الأضعف عربيًا، لو كانت إيران مستهدفة لتدخلت واشنطن بسرعة، لكن القضية الفلسطينية والأمن العربي لا يعنيهم.
ودعا الدول العربية إلى "اليقظة" أمام الخطر الذي قد يطال أي بلد عربي مشددًا على أن ما يحدث في غزة والقدس وجنوب لبنان قد يتكرر في أي مكان آخر إذا استمر التشرذم العربي.
وكشف سلامة عن تحول المساعدات إلى سلاح بيد إسرائيل، قائلًا: 90% من المساعدات كانت مصرية حتى إغلاق معبر رفح ،و إسرائيل تمنع منظمات مثل الأونروا وتستبدلها بمؤسسات أمريكية غير محايدة، بهدف إنكار حق العودة وتحويل القضية من سياسية إلى مجرد أزمة إنسانية.
وأشاد بالدور المصري في إقامة مخيمات داخل القطاع والإنزال الجوي للمساعدات، مؤكدًا أن الدعم المصري والصمود الفلسطيني هما ما يحولان دون كارثة أكبر.
واختتم سلامة حديثه بتوصية للعرب باتخاذ موقف موحد ضد المشروع الإسرائيلي، محذرًا من أن التفكك العربي يشجع إسرائيل على المضي قدمًا في جرائمها.