من الإدمان إلى ريادة الأعمال.. "أحمد" يتحدى ماضيه بمشروع دراجات في الإسماعيلية
في تجربة ملهمة تعكس قوة الإرادة والإصرار على التغيير، نجح الشاب "أحمد" – أحد أبناء محافظة الإسماعيلية – في التغلب على الإدمان، وبدء حياة جديدة من خلال مشروع بسيط لتأجير الدراجات الهوائية على ممشى نمرة 6، أحد أشهر أماكن التنزه بالمحافظة.
الإدمان يُعد من أخطر القضايا التي تواجه الشباب في مصر والعالم العربي، حيث لا يهدد حياة الفرد فحسب، بل يدمر الأسرة والمجتمع من حوله. تؤكد الدراسات أن الإدمان يؤثر على الصحة النفسية والجسدية، ويؤدي إلى الانعزال، تدهور العلاقات الاجتماعية، فقدان الوظيفة، بل وقد يصل إلى ارتكاب الجرائم. والخروج من هذا النفق المظلم يتطلب إرادة حقيقية، دعم نفسي وأسري، وبرامج علاجية فعالة.
أسرتي الداعم الأول
أحمد كان أحد هؤلاء الشباب الذين وقعوا في براثن الإدمان، لكنه لم يستسلم. وبعد سنوات من المعاناة، اتخذ القرار الأصعب: التعافي. خاض رحلة علاج طويلة، وكان السند الأول فيها أسرته، وبالأخص والده ووالدته، وأربع شقيقات لم يتركنه لحظة واحدة، كنّ حائط الأمان والحب والدعم.
بعد التعافي، لم يرضَ أحمد بأن يعود لحياته القديمة أو يجلس دون هدف، فقرر أن يبدأ مشروعًا جديدًا يمنحه طاقة إيجابية ويجعله عنصرًا فاعلًا في مجتمعه. بدأ بـ4 دراجات هوائية فقط، على كورنيش الإسماعيلية، يعرضها للتأجير لرواد ممشى نمرة 6، من شباب وعائلات وأطفال.
ومع الوقت، أصبح المشروع معروفًا بين أهالي المنطقة، وتوسع ليضم 21 دراجة، يديرها أحمد بنفسه بكل حب واجتهاد. وبات مصدر رزق له، ورسالة أمل لغيره ممن مروا بتجارب مشابهة.
مشروع أحمد لا يقدم فقط خدمة ترفيهية، بل يحمل رسالة أعمق: أن العودة ممكنة، والتغيير حقيقي، وأن الإدمان نهاية مؤقتة وليست مصيرًا دائمًا، طالما هناك إرادة، وعائلة مؤمنة بك، ومجتمع يمنحك فرصة جديدة.
وفي رسالة وجهها أحمد لكل شاب حائر أو واقع في طريق الإدمان، قال: "الحرام مفيش أسهل منه.. بس مفيهوش بركة، ومش هتلاقي فيه نفسك أبدًا. الطريق الصعب هو اللي بيبنيك. أنا بدأت من تحت الصفر، وكنت ممكن أضيع، بس قررت أقول لأ، وكنت مش لوحدي، كان في ناس بتحبني وبتسندني. متستسلمش، وادي لنفسك فرصة جديدة، حتى لو حسيت إن مفيش أمل.. الأمل بيبدأ من عندك."