كارثة إنسانية جديدة في غزة..
الأونروا: 90% من سكان غزة يعانون سوء التغذية | فيديو

أطلق الدكتور عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، صرخة تحذير عاجلة بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة، مؤكدًا أن الأوضاع الصحية والمعيشية هناك وصلت إلى نقطة الانهيار الكامل، وسط غياب شبه تام للمساعدات الأساسية وغياب مقومات الحياة.
جاءت تصريحات "عدنان أبو حسنة " خلال مداخلة هاتفية على برنامج "نيوز تن"، المذاع عبر شاشة قناة "تن"، حيث أكد أن المأساة تفوق كل التصورات، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لوقف الكارثة قبل فوات الأوان.
90% يعانون من سوء التغذية
كشف عدنان أبو حسنة أن أكثر من 90% من سكان قطاع غزة، أي ما يزيد عن مليوني إنسان، يعانون من سوء تغذية متفاوت الدرجات، مشيرًا إلى أن عشرات الآلاف منهم خاصة الأطفال والنساء وصلوا إلى مراحل متقدمة من سوء التغذية الحاد، وهو ما قد يؤدي إما إلى الوفاة أو إلى إعاقات ومضاعفات صحية مزمنة سترافقهم طيلة حياتهم.
وأوضح عدنان أبو حسنة أن الأوضاع الحالية لا تسمح بإجراء تدخلات علاجية فعالة، بسبب الدمار الهائل في البنية التحتية الصحية، ونقص الإمدادات الطبية الأساسية، بما في ذلك الأدوية والمكملات الغذائية المخصصة لمعالجة حالات سوء التغذية.
الأطفال والنساء في قلب العاصفة
سلّط عدنان أبو حسنة الضوء على الآثار الكارثية للحصار والحرب على الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع الغزّي، موضحًا أن الأطفال يمثلون الشريحة الأكثر تضررًا، حيث إنهم في مرحلة نمو حرج، ما يجعلهم أكثر عرضة لتدهور حالتهم الصحية بسرعة كبيرة.
وأضاف عدنان أبو حسنة: "النساء أيضًا يدفعن الثمن الباهظ، خاصة الأمهات المرضعات والحوامل، اللاتي لا يحصلن على الحد الأدنى من الغذاء والعناية الطبية، مما يهدد حياتهن وحياة أجنتهن".
الأونروا على حافة الانهيار
في ظل هذا المشهد المأساوي، أوضح عدنان أبو حسنة أن الأونروا تواجه تحديات غير مسبوقة في تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين، بسبب التمويل المحدود والانهيار الأمني والمعيشي، مضيفًا أن الوكالة تعمل بأقصى طاقتها رغم القصف والانهيار الكامل للبنية التحتية في القطاع، إلا أن الاحتياجات تفوق بكثير القدرات المتاحة.
وأكد عدنان أبو حسنة أن استمرار الهجمات ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية يزيد من تعقيد الأزمة، مطالبًا المجتمع الدولي، والمنظمات الإنسانية العالمية، بـ"التحرك الفوري والضغط السياسي والإنساني لوقف هذه الإبادة البطيئة".

نداء إلى الضمير العالمي
وفي ختام حديثه، وجّه عدنان أبو حسنة نداءً حارًا إلى العالم أجمع، مناشدًا الحكومات والمنظمات الدولية بضرورة التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حياة الأبرياء في غزة.
وقال عدنان أبو حسنة: "ما يحدث في غزة اليوم هو كارثة إنسانية بكل المقاييس. نحن أمام أزمة لا تحتمل الانتظار أو المراوغة السياسية. ملايين الأرواح مهددة، والعالم لا يمكن أن يقف متفرجًا".