جمال عفيفي: إسرائيل تواصل تنفيذ استراتيجية تدمير شاملة في قطاع غزة

كشف  جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام، عن الأبعاد الخطيرة لاستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في قطاع غزة ، والتي تقع في حي الزيتون، أحد أخطر مناطق النزاع. 

وأكد عفيفي في مداخلة هاتيفية لقناة " اكسترا نيوز " أن هذا الهجوم ليس عشوائياً، بل يأتي ضمن سياسة ممنهجة لـ"الأرض المحروقة" التي تنفذها إسرائيل ضد كل ما هو مقدس وآمن في القطاع. 

لا حصانة للمساجد ولا للكنائس 

أوضح عفيفي أن إسرائيل تواصل، منذ 23 أكتوبر 2023، تنفيذ استراتيجية تدمير شاملة في غزة، حيث لا تفرق بين مسجد أو كنيسة أو مستشفى أو مدرسة، مضيفًا، أن إسرائيل تنفذ سياسة الأرض المحروقة بشكل واضح وصريح أمام العالم، إنها تدوس كل القوانين والمواثيق الدولية، وتستهدف الأماكن الدينية عمداً لفرض واقع جديد.

وأشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية، التي كانت ملاذاً آمناً للمسيحيين والمسلمين على حد سواء، تم قصفها بعد تحذيرات من البطريركية اللاتينية في القدس، التي أكدت أن الهجوم كان مدروساً وليس عشوائياً.

وفقاً لتحليل عفيفي، فإن الهجوم يحمل رسائل متعددة ، لا وجود لأماكن آمنة في غزةالكنيسة، رغم قدسيتها، لم تكن بمنأى عن القصف، مما يؤكد أن إسرائيل تريد إقناع المدنيين بأن لا ملجأ لهم إلا النزوح، بالاضاف الي لضغط على المسيحيين للهجرة فالهجوم يُعتبر رسالة مباشرة للمسيحيين في غزة مفادها أنهم غير مرحب بهم، في إطار سياسة التهجير الطوعي التي تروج لها حكومة نتنياهو،مع تدمير البنية التحتية الاجتماعية إسرائيل تسعى لتفكيك النسيج المجتمعي في غزة، بإجبار الجميع على النزوح جنوباً أو خارج القطاع. 

الأرقام المفزعة: 55 ألف شهيد وتدمير كامل للبنية التحتية 

وذكر عفيفي أن حصيلة العدوان الإسرائيلي تجاوزت 55 ألف شهيد و12 ألف جريح، بالإضافة إلى تدمير شامل للبنية التحتية، مما يجعل غزة منطقة "غير قابلة للحياة،مضيفًا  إسرائيل لا تحترم أي معتقد ديني أو قانون دولي. المساجد والكنائس دُمرت قبل ذلك، واليوم الكنيسة الكاثوليكية تدفع الثمن. 

وتوقع عفيفي أن يصدر الفاتيكان ودول الاتحاد الأوروبي بيانات إدانة قوية، لكنه شدد على أن ذلك غير كافٍ  فالولايات المتحدة هي من تملك مفاتيح الضغط على إسرائيل، بدلاً من إرسال الأسلحة، عليها وقف الدعم العسكري والاقتصادي الذي يمكّن الاحتلال من مواصلة جرائمه. 

وانتقد الدور الأمريكي، مشيراً إلى أن إسرائيل "دولة وظيفية" تنفذ أجندة واشنطن، وأن أي ضغط أمريكي حقيقي يمكن أن يوقف الحرب فوراً. 

واختتم جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام ، حديثه بتأكيد أن استهداف الكنيسة يؤكد أن لا أحد في غزة بمأمن، داعياً المجتمع الدولي إلى تحويل الإدانات إلى إجراءات فعليةالكلام لن يوقف القتلو يجب فرض عقوبات على إسرائيل ووقف تمويل جرائمها، غزة تختبر إنسانية العالم كل يوم.