كواليس «فات الميعاد».. ناصر عبد الحميد: اخترنا قضية العنف الأسري بعناية وقلق

كشف السيناريست ناصر عبد الحميد كواليس كتابة مسلسل "فات الميعاد"، مؤكدًا أن اختيار موضوع العنف الأسري لم يكن سهلًا، بل جاء بعد تفكير طويل ونقاشات مكثفة بسبب حساسية القضية وتشعباتها الاجتماعية والقانونية.
اختيار صعب لموضوع حساس
أوضح ناصر عبد الحميد، في مداخلة تليفزيونية ضمن برنامج "الخلاصة" على قناة المحور، أن العنف الزوجي كان محركًا رئيسيًا للأحداث في المسلسل، وهو ما جعله يشعر بالقلق منذ البداية، لكونه قضية منتشرة بشكل كبير داخل المجتمع المصري، سواء من خلال التجربة المباشرة أو المعايشة القريبة لأشخاص مرّوا بها.
ولفت إلى أن اقتراب الدراما من هذه القضية يتطلب دقة في التفاصيل ومصداقية في المعالجة، بما لا يُخلّ بالجانب الفني والدرامي للعمل.
التوازن بين القصة والبناء الدرامي
وتابع ناصر عبد الحميد، قائلًا: "الفريق الإبداعي ناقش مطولًا كيفية الحفاظ على التوازن بين عرض القضية الاجتماعية الجادة وعدم السماح لها بأن تطغى على البناء الدرامي".
وقال: "كثيرًا ما تفشل الأعمال الفنية حين تُسخّر بالكامل لخدمة قضية فتُهمل العناصر الدرامية الأساسية من تصاعد وتشويق وبناء للشخصيات، لذا كان التحدي هو المزج بين دراما قوية وقضية مهمة".
دراسات قانونية وتجارب
من أبرز المفاجآت التي كشفها ناصر عبد الحميد هي أن كتابة النص لم تعتمد فقط على الخيال أو التجربة الشخصية، بل شملت دراسة حقيقية لملفات قضايا الأحوال الشخصية، بالتعاون مع مستشارين قانونيين متخصصين، مؤكدًا أن فريق العمل اطلع على قضايا شائكة تستغل الثغرات القانونية، مما ساعدهم على تقديم محتوى يعكس واقعًا ملموسًا.
أحد الاكتشافات التي فاجأت فريق العمل وفقًا ناصر عبد الحميد كان يتعلق بـالصداق المسمى بين الزوجين في عقود الزواج، وهو بند قانوني متداول يمكن التلاعب به، وقد يُستخدم لتعطيل دعاوى مثل، موضحًا: "أدركنا أن هذا البند قد يُستخدم كسلاح قانوني ضد الزوجة في بعض الحالات، وهذه التفاصيل جعلتنا أكثر حرصًا في تناول المشاهد القانونية بالمسلسل".
شخصيات ومشاعر صادقة
وأضاف ناصر عبد الحميد أن المسلسل لم يكن فقط محاولة لتشريح قضية اجتماعية، بل حرص على بناء شخصيات إنسانية متماسكة، لها عمق درامي وتطور واضح عبر الحلقات، مشيرًا إلى أن كل حلقة تم تصميمها بحيث تُبقي الجمهور متشوقًا لمتابعة ما سيحدث لاحقًا، من خلال تصاعد الأحداث والنهايات المفتوحة.
وفي ختام حديثه، شدد على أن "فات الميعاد" ليس مجرد مسلسل اجتماعي، بل دعوة للتفكر في واقع العلاقات الزوجية في مصر، وطريقة تعاطي القانون والمجتمع مع قضايا العنف الأسري، مضيفًا أن الفن عليه مسؤولية كبيرة في فتح الملفات المسكوت عنها، لكن دون أن يفقد جاذبيته الدرامية.

دراما الواقع وتدعو للتفكير
يُذكر ناصر عبد الحميد أن مسلسل "فات الميعاد" قد أثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ بداية عرضه، لما يحمله من طرح جريء وواقعي لقضايا الطلاق والعنف الزوجي، مقدَّمًا برؤية فنية متوازنة تجمع بين العمق والدراما.