موسم دراما 2025 .. مسلسلات تبرز قضايا العنف وآخرهم "فات الميعاد"
يشهد الموسم الدرامي الحالي طفرة لافتة في تناول قضايا العنف ضد النساء، من خلال أعمال درامية تعكس الواقع وتسلّط الضوء على المسكوت عنه في العلاقات الأسرية والمجتمعات التقليدية ، وتأتي هذه الأعمال في وقت تتزايد فيه الدعوات المجتمعية والتشريعية لمواجهة أشكال العنف المختلفة، سواء كانت نفسية، لفظية، جسدية أو حتى قانونية.
وفيما يلي نستعرض أبرز 3 مسلسلات ناقشت هذه القضايا بجرأة وواقعية، مستندة إلى قصص من صميم المجتمع:
“مسلسل فات الميعاد”.. الطلاق ليس نهاية، بل بداية الانكشاف
يأتي مسلسل فات الميعاد ليطرح شكلًا آخر من أشكال العنف غير المعلن، من خلال قصة تبدأ عندما تطلب البطلة (تجسدها أسماء أبو اليزيد) الطلاق من زوجها (يقوم بدوره أحمد مجدي)، الطلاق هنا ليس مجرد إجراء قانوني، بل بداية لسلسلة من الصراعات النفسية والضغوط الاجتماعية التي تنعكس على حياة الطرفين، خاصة المرأة التي تُجبر على خوض معركة لإثبات ذاتها بعد الانفصال.
المسلسل يرصد العنف النفسي الناتج عن العلاقات المختلة، ويطرح تساؤلات حول مسؤولية كل طرف في فشل العلاقة، وما إذا كان الانفصال حلًا أم هروبًا.
العمل يعرض بطابع درامي إنساني قصة شائعة في المجتمع، حيث تُواجه النساء نظرة اجتماعية قاسية بعد الطلاق، رغم كونه قرارًا مشروعًا وأحيانًا ضروريًا للنجاة.
“مسلسل حسبة عمري”.. عندما تصبح الزوجة ضيفة في بيتها
في مسلسل حسبة عمري الذي تلعب بطولته روجينا، تتجسّد واحدة من أكثر القضايا المؤلمة التي تعاني منها النساء في البيوت المغلقة: الطرد من المنزل دون سند.
تدور أحداث “مسلسل حسبة عمري” حول شخصية “هند”، التي تتفاقم خلافاتها مع زوجها “فاروق”، ليصل به الأمر إلى طردها من منزل الزوجية. هذا الحدث الصادم يفتح جبهة قانونية ومعنوية، حيث تبدأ رحلة هند في المطالبة بحقوقها، ليس فقط في الطلاق، بل في الحصول على نصف ممتلكاته، وسط تحديات مجتمعية وقانونية جسيمة.
روجينا استخدمت منصاتها الرقمية للترويج للمسلسل بطريقة مبتكرة، حيث ظهرت في فيديو تساؤلي قائلة: “لو جوزك طردك من البيت في نص الليل.. إيه الإجراء القانوني؟”، هذا السؤال جذب تفاعلًا واسعًا، وسلّط الضوء على الجهل العام ببعض الحقوق القانونية للمرأة، وهي إحدى النقاط التي يعالجها المسلسل.
“مسلسل ظلم المصطبة”.. العادات والتقاليد أقوى من القانون
ينقل مسلسل ظلم المصطبة واقع العنف الرمزي والمؤسسي ضد النساء في الريف المصري، وتحديدًا في مدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة.
يحمل العمل طابعًا إنسانيًا، ويروي قصصًا حقيقية مستوحاة من معاناة نساء يُجبرن على الصمت تحت وطأة التقاليد الاجتماعية والعرف، حتى لو تعارضت مع القانون والعدالة.
وفي تصريح لبطله إياد نصار، قال: “المسلسل بمثابة مرآة لعنف ذكوري متجذر في المجتمع.. هناك عادات جميلة يجب الحفاظ عليها، لكن هناك أيضًا عادات يجب أن يتم التدخل فيها بقوة من خلال القانون”.
لا يقدم المسلسل النساء كضحايا فقط، بل يبرز محاولات مقاومتهن، سواء عن طريق التمرد الصامت أو المواجهة الصريحة، مما يجعله دعوة ضمنية لإعادة النظر في سلطة العُرف التي تسبق القانون في كثير من المجتمعات الريفية.
رغم اختلاف البيئات والسياقات في كل من هذه المسلسلات، من المدينة إلى الريف، ومن الطرد إلى الطلاق، ومن الصمت إلى المواجهة، فإن الأعمال الثلاثة تشترك في كشف مظاهر العنف المسكوت عنها ضد النساء، وطرحها على طاولة النقاش العام.
هي ليست مجرد أعمال درامية، بل صرخة فنية ضد العنف بكل أشكاله، ودعوة صريحة لإعادة تعريف العلاقة بين الرجل والمرأة في البيت، في القانون، وفي المجتمع ككل.
