ما هي بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء؟.. الدروز: هدنة برعاية دول ضامنة

أعلنت السلطات السورية، يوم السبت، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب البلاد، وذلك عقب مفاوضات قالت الرئاسة الروحية لطائفة الدروز الموحدين إنها جرت برعاية دول ضامنة.
ودعت الرئاسة السورية، في بيان رسمي، جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الفوري والكامل بوقف الأعمال القتالية، وضمان حماية المدنيين، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية دون عراقيل.
وقال الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، إن البلاد لن تكون ساحة لمشاريع الانفصال أو التحريض الطائفي، متهماً أطرافاً ذات مصالح ضيقة وطموحات انفصالية بإشعال الأزمة في السويداء، مؤكداً في الوقت ذاته أن هذه الأطراف "لا تمثل الطائفة الدرزية"، مشدداً على أن الدروز ركن أساسي من النسيج الوطني السوري.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار في السويداء
أوضحت الرئاسة الروحية للطائفة، عبر منشور على فيسبوك، أبرز بنود الاتفاق على النحو التالي:
- 1- انتشار القوى الأمنية: حيث سيتم نشر حواجز تابعة للأمن العام خارج الحدود الإدارية لمحافظة السويداء، لضبط الوضع ومنع تسلل أي مجموعات مسلحة إلى داخلها.
- 2- القرى الحدودية:يتم منع أي جهة من الدخول إلى القرى الواقعة على الحدود الإدارية للمحافظة لمدة 48 ساعة من لحظة تنفيذ الاتفاق، وذلك لإتاحة المجال لانتشار القوى الأمنية للطرف الآخر ومنع أي هجمات مفاجئة.
- 3- الخروج الآمن للعشائر: حيث يتاح لأفراد العشائر البدوية المتبقين في داخل المحافظة الخروج الآمن بمرافقة من الفصائل المحلية، بدون اعتراض أو إساءة من أي طرف.
- 4- معابر إنسانية: تحديد معبري بصرى الحرير وبصرى الشام كطرق آمنة لعبور الحالات الإنسانية والطبية الطارئة.
- 5- ضبط تحركات المجموعات المحلية: دعوة المجموعات الأهلية إلى عدم تجاوز حدود محافظة السويداء، والامتناع عن أي تحركات قد تثير الاستفزاز أو تؤدي إلى تصعيد عسكري.
- 6- مسؤولية الخروقات: سيتم تحميل أي طرف ينفذ تصرفاً خارج إطار الاتفاق المسؤولية الكاملة عن انهيار التفاهمات.
- 7- نداء إلى الشباب: حث دعت الرئاسة الروحية شباب السويداء إلى التحلي بأقصى درجات المسؤولية والانضباط والعمل بتنسيق تام لإنهاء هذه المحنة التي أنهكت السكان الآمنين.
عشائر الجنوب تعلن التزامها الكامل بالاتفاق
في المقابل، أكد تجمع عشائر الجنوب السوري، في بيان نُشر على فيسبوك، التزامه التام بقرار وقف إطلاق النار الصادر عن الرئاسة السورية، مؤكداً أنه ينبع من الحرص على حقن الدماء ورفض الفتنة والاقتتال.
وطالب التجمع بإطلاق سراح جميع المحتجزين من أبناء العشائر فوراً، كخطوة أساسية لبناء الثقة، بالإضافة إلى تأمين العودة الآمنة لجميع النازحين دون شروط أو استثناءات، داعيا إلى فتح قنوات حوار فعالة تضمن تجنب تكرار ما حدث، والعمل نحو استقرار طويل الأمد.
وأضاف البيان: "العشائر كانت وستظل أهل سلم ووطنية، ولم تكن يوماً من دعاة القتال، لكن حين فرض علينا القتال، كان دفاعاً مشروعاً عن النفس والكرامة في وجه الاعتداءات".
تحذير رسمي من خرق الاتفاق
وحذرت الرئاسة السورية من أن أي خرق لوقف إطلاق النار سيُعد "انتهاكاً للسيادة الوطنية"، مؤكدة أن الدولة ستتخذ ما يلزم من إجراءات قانونية رادعة وفقاً للدستور والقوانين المرعية.
وساطة دولية وإشادة دولية
وفي تطور لافت، أعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، توم باراك، أمس الجمعة، عن توصل الرئيس السوري أحمد الشرع ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تفاهم بشأن وقف إطلاق النار، واصفاً الاتفاق بأنه اختراق كبير.
وأوضح باراك، في منشور عبر منصة "إكس"، أن الاتفاق يحظى بدعم من تركيا والأردن ودول مجاورة أخرى، داعياً جميع الأطراف من دروز وعشائر وسنة إلى وقف القتال.
حصيلة دامية لأحداث السويداء
وفي وقت سابق، أفادت وزارة الصحة السورية بارتفاع حصيلة القتلى جراء أعمال العنف والاشتباكات في السويداء إلى 260 شخصاً، إضافة إلى 1698 مصاباً، ما يعكس حجم المأساة التي عاشتها المحافظة خلال الأيام الماضية.