جون ويرث: إعادة تطوير حديقة الحيوان بالجيزة ستعيدها إلى التصنيفات العالمية

أكد جون ويرث، المدير التنفيذي للرابطة الأفريقية لحدائق الحيوان والأحياء المائية، أن مشروع إعادة تطوير حديقة حيوان الجيزة يمثل نقلة نوعية نحو المستقبل، مشددًا على أن الأمر لا يقتصر على تحسين المظهر أو تحديث المرافق، بل يتعلّق بإعادة صياغة المفهوم بالكامل، بما يعكس رؤية جديدة تعزز علاقة الإنسان بالطبيعة، خصوصًا لدى الأطفال.
وفي تصريحات صحفية، قال "ويرث" إنه شارك في النقاشات الأولى حول تطوير حديقة حيوان الجيزة منذ عام 2008، وأعرب عن سعادته برؤية المشروع وهو يتحول من فكرة إلى واقع ملموس، مؤكدًا أن الحديقة تسير بخطى ثابتة نحو أن تكون "حديقة حيوان المستقبل".
تعاون إفريقي لتطوير التجربة الحيوانية
وحول التعاون بين مصر وبقية الدول الأفريقية في هذا المجال، أوضح "ويرث" أن هناك تعاونًا جاريًا ومخططًا بين الرابطة وعدد من الدول، لضمان تطوير حديقة حيوان الجيزة لتكون مركزًا للمعرفة البيئية والتجربة الحيوانية المتكاملة، مضيفًا: "لا نتحدث عن جمعيات كثيرة، بل عن تعاون إقليمي فاعل، وهناك تنسيق مثمر مع دول مثل أوغندا، التي تمر بتجربة مشابهة، وتعد نموذجًا في دمج حدائق الحيوان ضمن هيئة الحياة البرية".
كما أشار إلى وجود مفاوضات جارية بشأن تبادل المعرفة والتدريب، وأن الرابطة طوّرت برامج تدريبية متقدمة لمقدّمي الرعاية الحيوانية، بالإضافة إلى وضع بروتوكولات جديدة لضمان سلامة الحيوانات والموظفين والزوار، وهو ما سيعزز من احترافية العمل داخل الحديقة ويضمن استدامتها.
أنواع جديدة وتجربة تعليمية للأطفال
وفي ما يخص إمكانية إدخال أنواع جديدة من الحيوانات إلى الحديقة، أوضح المدير التنفيذي أنه لا يزال يقيم هذه الخطوة، إلا أن هناك تغييرات محتملة، مع التشديد على أن الأمر لا يتعلق فقط بإضافة أنواع، بل بصياغة رؤية جديدة تركز على التفاعل بين الإنسان والحيوان، وتعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الجديدة.
وأضاف: "نريد من الأطفال أن يفهموا العلاقة بين الحيوانات والطبيعة والبشر، خاصة في السياق المحلي داخل بلدانهم، فهذا الفهم هو حجر الأساس لبناء مجتمع أكثر وعيًا واستدامة".
الجيزة نموذجًا لقارة أفريقيا والعالم
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت حديقة حيوان الجيزة يمكن أن تصبح نموذجًا يُحتذى به، قال "ويرث" بكل وضوح: "نعم، وبكل تأكيد"، مشيرًا إلى أن مصر تملك كل المقومات، من موقع استراتيجي، وتاريخ طويل، ومعرفة تراكمية، بالإضافة إلى تراث غني لا يمكن تعلّمه في الجامعات.
ودعا إلى أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا وعالميًا للمعرفة الحيوانية والبيئية، قائلاً: "رؤيتهم واضحة، وينفذونها بشكل فعلي. لقد قطعوا شوطًا كبيرًا من الفكرة إلى التطبيق، وستكون هذه الرؤية ذات أثر بالغ على مصر، وأفريقيا، والعالم".
رسالة أخلاقية وإنسانية للعالم
وأكد ويرث أن جوهر العمل في حدائق الحيوان الحديثة لم يعد مقتصرًا على رعاية الحيوانات فقط، بل أصبح يتعلّق كذلك بالأخلاق والاستدامة والتوعية، خاصةً لدى الفئات العمرية الشابة بين 18 و35 عامًا، الذين يشكّلون اليوم قوة التغيير الأكبر.
وفي ختام حديثه، وجّه "ويرث" رسالة إلى صناع القرار في مصر، قائلاً: "اتبعوا رؤيتكم وطبّقوها... أنتم على الطريق الصحيح، وهذه المهمة الكبرى التي تسيرون نحو إنجازها، ستكون رسالة قوية للعالم أن مصر قادرة على تقديم نموذج حديث، أخلاقي، وتعليمي في آن واحد".