باحث سياسي: أحداث السويداء استمرار لسياسة تفكيك الدولة السورية |خاص

أعرب الدكتور عمرو حسين الكاتب والمحلل في العلاقات الدولية عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري في محافظة السويداء السورية، وتزامنه مع سلسلة من الاعتداءات الجوية الإسرائيلية الجديدة التي طالت العاصمة دمشق.
وأضاف عمرو حسين أن في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن ما يجري في السويداء هو استمرار لسياسة تفكيك الدولة السورية عبر تغذية النزاعات الداخلية واستغلال التوترات المحلية، وسط غياب مشروع سياسي شامل يضمن وحدة الأرض والشعب السوري، حيث إن هذه العمليات العسكرية لا يمكن فصلها عن المشهد الإقليمي المعقّد، حيث تسعى أطراف متعددة إلى إبقاء سوريا ساحة صراع مفتوح لخدمة مصالحها."
وعلق حسين على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على محيط دمشق، قائلًا: "هذه الهجمات تؤكد أن إسرائيل مستمرة في استباحة السيادة السورية في ظل صمت دولي مخزي، وتوظف هذه الغارات لتصفية حسابات إقليمية، وتوجيه رسائل سياسية تتعلق بملفات إيران ولبنان، وربما أيضاً الضغط في سياق التفاهمات الدولية الجارية حول غزة والجبهة الشمالية."
وتابع قائلاً: "استمرار هذه الاعتداءات دون ردع حقيقي يعكس اختلال موازين الردع في المنطقة، ويكشف هشاشة الوضع الأمني السوري، كما يطرح تساؤلات عن غياب موقف عربي موحد في وجه الانتهاكات المتكررة للسيادة السورية."
واختتم الدكتور عمرو حسين تصريحه بالقول: "إن الحل الحقيقي لا يكون عبر العمليات العسكرية المتناثرة ولا عبر الغارات المتكررة، بل من خلال مسار سياسي شامل يضمن إنهاء التدخلات الأجنبية، ويحترم وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويعيد الاعتبار لمؤسسات الدولة، بعيداً عن منطق الميليشيات والولاءات العابرة للحدود."
وزراء خارجية 12 دولة يؤكدون دعمهم الكامل لسوريا ويدينون الاعتداءات الإسرائيلية
في وقت سابق اختتم وزراء خارجية 12 دولة عربية وإسلامية اجتماعات موسعة جرت خلال اليومين الماضيين، تناولت آخر مستجدات الملف السوري، حيث شدد المشاركون في بيانهم الختامي على دعمهم الكامل للحكومة السورية، وجهودها الرامية إلى إعادة إعمار الدولة على أسس راسخة تحمي سيادتها ووحدة أراضيها وتضمن أمنها واستقرارها وحقوق جميع أبنائها.
وشمل الاجتماع وزراء خارجية كل من: الأردن، الإمارات، البحرين، تركيا، السعودية، العراق، سلطنة عمان، قطر، الكويت، لبنان، ومصر.
موقف موحد تجاه وحدة سوريا واستقرارها
وأكد الوزراء في بيانهم المشترك التزامهم بدعم وحدة سوريا وسلامة أراضيها، مجددين رفضهم القاطع لأي تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية. كما عبّروا عن ارتياحهم للاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بشأن إنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مشددين على أهمية تنفيذه بشكل يرسّخ وحدة البلاد، ويوقف نزيف الدم السوري، ويؤمّن الحماية للمدنيين ويكرّس سيادة القانون.
ترحيب باتفاق السويداء
ورحّب البيان بما وصفوه بالتزام واضح من الرئيس السوري أحمد الشرع بمحاسبة المتورطين في التجاوزات والانتهاكات التي استهدفت المدنيين في السويداء، مؤكدين دعمهم للإجراءات الهادفة إلى ترسيخ الاستقرار، ومحاربة مظاهر العنف والطائفية وخطابات الكراهية.
إدانة قاطعة للاعتداءات الإسرائيلية
وعلى صعيد متصل، أدان المجتمعون بشدة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، واعتبروها خرقًا سافرًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للسيادة السورية، ولجهود الاستقرار وإعادة الإعمار، فضلًا عن كونها عاملاً مقلقًا يقوّض تطلعات الشعب السوري.
استقرار سوريا ضمان للأمن الإقليمي
وأشار البيان إلى أن استقرار سوريا هو عنصر جوهري في معادلة الأمن الإقليمي، مؤكدين أن العمل على دعم هذا الاستقرار يُعد مسؤولية جماعية وأولوية مشتركة للدول العربية والإسلامية.
دعوة لتحرك دولي وتطبيق القرارات الأممية
واختُتم البيان بتوجيه دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي لدعم الحكومة السورية في مشاريع إعادة البناء، كما طالب وزراء الخارجية مجلس الأمن الدولي بالتحرك الفوري لتحمّل مسؤولياته، وممارسة الضغط اللازم لضمان الانسحاب الكامل لإسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، ووقف جميع أشكال الاعتداءات والتدخلات الخارجية، مع ضرورة الالتزام بتطبيق القرار الأممي رقم 2766 واتفاقية فض الاشتباك لعام 1971.