عاجل

هل لأوروبا تأثير في مفاوضات أمريكا وإيران؟.. حزب المحافظين البريطاني يجيب

 أمريكا وإيران
أمريكا وإيران

أوضح باباك أماميان، الكاتب والباحث السياسي وعضو حزب المحافظين البريطاني، أن الدور الأوروبي في الملف الإيراني بات شبه معدوم، رغم مشاركتها سابقًا في مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015، مشيرا إلى أن أوروبا تحاول مؤخرًا العودة إلى المسرح الدولي عبر تنظيم المؤتمرات والقمم، لكنها تفتقر إلى القدرة على اتخاذ إجراءات فعلية، سواء سياسيًا أو عسكريًا أو حتى دبلوماسيًا.

 القارة العجوز

وأكد في مداخلة له من لندن عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن القارة العجوز ليست مستعدة لتحمل تكاليف الانخراط الحقيقي في الشؤون الدولية، موضحًا أن الأثر الأوروبي بات محدودًا نتيجة هذا العجز. ونوّه إلى أن التهديدات الأوروبية الأخيرة بفرض عقوبات جديدة على إيران، حال فشل المفاوضات بنهاية أغسطس، جاءت كرد فعل مباشر على الضربات الأمريكية والإسرائيلية ضد طهران، وليس كمبادرة أوروبية خالصة.

أوروبا بين طهران وواشنطن.. هامش مناورة مفقود

ونوه أماميان إلى أن الضغوط الأوروبية تركز حاليًا على محاولة إنجاح المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، دون أن تمتلك وسائل حقيقية للتأثير على الطرفين، وتساءل في هذا السياق: "كيف يمكن لأوروبا أن تؤثر على القرار الأمريكي أو تغير من موقف إيران دون أدوات فعلية؟"، مشيرًا إلى أن أوروبا لطالما تبنت موقفًا حياديًا ولم تسعَ إلى مواجهة النظام الإيراني بجدية فيما يخص برنامجه النووي.

أوكرانيا.. الصراع الذي أرهق أوروبا وأضعف تموضعها

وفي سياق آخر، أشار الباحث البريطاني إلى أن انخراط أوروبا في الأزمة الأوكرانية ساهم في تقليص اهتمامها بالشرق الأوسط، مؤكدا أن القارة الأوروبية تعاملت مع الحرب بشكل خاطئ، حيث حولتها من نزاع جغرافي إلى صراع أيديولوجي، ما كلفها أثمانًا باهظة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، ولافتا إلى أن هذا التحول أنهك أيضًا روسيا، وأدخل أوروبا في نزاع طويل المدى دون رؤية استراتيجية واضحة.

علاقة أوروبا بواشنطن.. الفجوة تتسع رغم المحاولات

وشدد على أن العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة شهدت توترًا خاصة في بداية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لافتًا إلى أن أوروبا تميل في سياساتها نحو اليسار الاجتماعي أكثر من اهتمامها بالاقتصاد، على عكس الولايات المتحدة التي تقدم المصالح الاقتصادية والتجارية أولًا، موضحا أن هذه الفجوة الأيديولوجية خلقت صدامًا ضمنيًا بين ضفتي الأطلسي.

محاولات أوروبية لعقد التحالفات.. ولكن بلا قوة تنفيذية

وعن الاتفاقيات الأخيرة بين دول أوروبية مثل بريطانيا وألمانيا، وأخرى مع فرنسا، أشار إلى أنها مجرد محادثات ومعاهدات شكلية، دون أن تنعكس على أرض الواقع بأفعال ملموسة، مؤكدا أن أوروبا تعاني من ديون ضخمة، جزء كبير منها مقيد بموافقة أمريكية، ما يحد من استقلالية قراراتها الخارجية.

تم نسخ الرابط