سماح عبد الفتاح تكشف أنواع الصداقات الزوجية ودورها في الاستقرار الأسري Iفيديو

أكدت الدكتور سماح عبد الفتاح، الاستشارية الأسرية، أن الحياة الزوجية السليمة لا تقوم فقط على الحب والمودة، بل تحتاج إلى أنواع متنوعة من الصداقات الصحية التي تُسهم في تحصين العلاقة ضد الضغوط النفسية والاجتماعية.

وخلال ظهورها في برنامج "الرحلة" على قناة الناس، أوضحت سماح عبد الفتاح أن أهم هذه الصداقات، والتي يجب أن تكون حاضرة بقوة في حياة الزوجين، هي الصداقة المتبادلة بين الطرفين، أي أن يكون كل من الزوج والزوجة أفضل صديق للآخر.

وأشارت سماح عبد الفتاح إلى أن هذه الصداقة تعزز الثقة بين الشريكين، وتساهم في تيسير التواصل الفعّال، كما تدعم بناء بيئة نفسية مستقرة داخل الأسرة، تُثمر بدورها عن أطفال أسوياء نفسيًا قادرين على التفاعل الإيجابي مع محيطهم.

 إطار الصداقة العائلية

وأضافت سماح عبد الفتاح أن النوع الثاني من الصداقات المهمة في دعم الحياة الزوجية هو صداقة الزوجين مع أفراد العائلة، مثل الأمهات والآباء والإخوة والخالات وأبناء العم، مؤكدة أن هذا النوع من العلاقات يساعد على تقوية صلة الرحم ويمنح الأسرة امتدادًا عاطفيًا داعمًا.

لكنها شددت سماح عبد الفتاح في الوقت ذاته على أهمية الحفاظ على خصوصية العلاقة الزوجية داخل البيت، وعدم السماح لتلك الصداقات العائلية باختراق المساحة الخاصة التي تجمع الزوجين وحدهما.

الأصدقاء الخارجيون .. دعم مشروط

وفيما يتعلق بالنوع الثالث من الصداقات، قالت سماح عبد الفتاح إنه يتمثل في الأصدقاء من خارج العائلة، مشيرة إلى أن هؤلاء يمكن أن يكونوا مصدر دعم نفسي واجتماعي إذا التزموا بعدم التعدي على حدود العلاقة بين الزوجين.

وحذرت سماح عبد الفتاح من تحول بعض الأصدقاء إلى تهديد فعلي للاستقرار الأسري، عندما يحاولون التدخل في تفاصيل الحياة الزوجية أو يأخذون مكانة تتجاوز الشريك، مشددة على أن احترام خصوصية العلاقة أمر لا يقبل المساومة.

الصداقات العائلية المشتركة

وتحدثت سماح عبد الفتاح عن النوع الرابع من الصداقات، وهو الصداقات المشتركة بين الأسر، موضحة أنها تخلق بيئة اجتماعية محفزة وتساهم في بناء روابط إنسانية ممتدة بين العائلات.

ومع ذلك، دعت إلى الالتزام بالضوابط الشرعية في هذا النوع من العلاقات، واحترام الخصوصيات الشخصية لكل بيت، تجنبًا لأي تجاوزات قد تؤثر سلبًا على العلاقة الزوجية.

واختتمت سماح عبد الفتاح حديثها بتوجيه مجموعة من النصائح المهمة لإدارة الصداقات بذكاء داخل الحياة الزوجية، أبرزها: "الحفاظ على الخصوصية الزوجية وعدم إفشاء أسرار البيت، الحذر من الاختلاط الزائد أو غير المنضبط، عدم السماح للأصدقاء بالتأثير على القرارات المصيرية، تجنب المقارنات السلبية بين الأزواج، التحكم في ردود الفعل عند حدوث خلافات".

فن إدارة الصداقات 

وأكدت سماح عبد الفتاح أن الصداقة الرشيدة هي تلك التي تدعم الأسرة وتحميها من التفكك، لا التي تزرع الفتن أو تسبب الضغوط.

بهذه الرؤية المتزنة، تقدم سماح عبد الفتاح خارطة طريق للأسرة الذكية في إدارة العلاقات الاجتماعية، وترسي قواعد واضحة لبناء مجتمع زوجي متماسك ومستقر، تسوده المحبة والثقة، وتظل فيه الصداقة أداة للبناء لا للهدم.