الفرق بين قول «بإذن الله» و«إن شاء الله».. ماذا قال المفسرون؟

«إن شاء الله» و«بإذن الله»، من الكلمات الدارجة على اللسان فما الفرق بين الكلمتين، وهل يجوز الحديث بأيهما؟
«إن شاء الله».. ما المقصود منها؟
يقول الله تعالى في سورة الكهف: «وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23)»، يقول القرطبي في تفسيره قوله تعالى : «ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا»: قوله تعالى :«ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله فيه»: قال العلماء عاتب الله - تعالى - نبيه - عليه السلام - على قوله للكفار حين سألوه عن الروح والفتية وذي القرنين : غدا أخبركم بجواب أسئلتكم ; ولم يستثن في ذلك . فاحتبس الوحي عنه خمسة عشر يوما حتى شق ذلك عليه وأرجف الكفار به ، فنزلت عليه هذه السورة مفرجة . وأمر في هذه الآية ألا يقول في أمر من الأمور إني أفعل غدا كذا وكذا، إلا أن يعلق ذلك بمشيئة الله - عز وجل - حتى لا يكون محققا لحكم الخبر ; فإنه إذا قال : لأفعلن ذلك ولم يفعل كان كاذبا ، وإذا قال لأفعلن ذلك إن شاء الله خرج عن أن يكون محققا للمخبر عنه . واللام في قوله لشيء بمنزلة في ، أو كأنه قال لأجل شيء .
ويوضح ابن كثير في تفسيره: هذا إرشاد من الله لرسوله صلوات الله وسلامه عليه، إلى الأدب فيما إذا عزم على شيء ليفعله في المستقبل، أن يرد ذلك إلى مشيئة الله - عز وجل - علام الغيوب، الذي يعلم ما كان وما يكون ، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون ، كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه [ قال ] قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة - وفي رواية : تسعين امرأة . وفي رواية : مائة امرأة - تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في سبيل الله، فقيل له - وفي رواية : فقال له الملك - قل : إن شاء الله . فلم يقل فطاف بهن فلم يلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ، لو قال : "إن شاء الله" لم يحنث ، وكان دركا لحاجته "، وفي رواية : " ولقاتلوا في سبيل الله فرسانا أجمعون
وقد تقدم في أول السورة ذكر سبب نزول هذه الآية في قول النبي صلى الله عليه وسلم ، لما سئل عن قصة أصحاب الكهف: "غدا أجيبكم" . فتأخر الوحي خمسة عشر يوما ، وقد ذكرناه بطوله في أول السورة ، فأغنى عن إعادته .
الفرق بين قول «بإذن الله» و«إن شاء الله»
فيما أوضح الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الفرق بين قول «بإذن الله» و«إن شاء الله».
وقال «الجندي»، خلال تقديم برنامج «لعلهم يفقهون» المُذاع على قناة «dmc» إن المشيئة هي التكوين، «لذلك ربنا عز وجل يقول إنما قوله إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون، إذن المشيئة كن فيكون».
وأضاف: «الفرق بين بإذن الله، وإن شاء الله، لو حاجة خارجة عن إرادتك وقدرتك وعن فعلك وأنت مش هتشارك فيها استخدم كلمة بإذن الله، إنما لو حاجة إنت هتشارك في فعلها استخدم كلمة إن شاء الله».
وضرب مثالًا قائلًا: «لو افترضنا إن أخوك قادم من الخارج بالطائرة تقول هروح أستقبله بكرة إن شاء الله، لأنه جاي على طائرة الساعة 2 الظهر بإذن الله، يبقى الحاجة اللي لا حول لك فيها ولا قوة استخدم بإذن الله، يبقى النصر يكون بإذن الله إنما المشاركة في الجهاد تكون بمشيئة الله، لو حاجة هتعملها بنفسك لازم تقدم المشيئة».