عاجل

هل التصعيد الإسرائيلي ضد سوريا جزء من مخطط نتنياهو لتغيير شكل الشرق الأوسط؟

مخطط نتنباهو لتغيير
مخطط نتنباهو لتغيير شكل الشرق الأوسط

أكد علي فوزي، الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، إن ما تشهده سوريا اليوم لا يمكن اعتباره تصعيدًا عرضيًا، بل هو انعكاس لتراكمات داخلية معقّدة وتدخلات خارجية ممنهجة، تهدف إلى تقويض الدولة السورية ومؤسساتها السيادية.

وقال فوزي، في تصريح خاص لـ “ نيوز رووم”  إن استهداف وزارة الدفاع والقصر الرئاسي في دمشق، خاصة بعد التحولات التي أعقبت نهاية حكم بشار الأسد وصعود قيادة جديدة مثل أحمد الشرع، يمثل رسالة واضحة تهدف لتركيع الدولة السورية والنيل من مراكز ثقلها الأمنية والسياسية.

قصف هيئة أركان الجيش السوري بدمشق
قصف هيئة أركان الجيش السوري بدمشق

وأوضح فوزي، أن المواجهات الطائفية المندلعة في السويداء، لاسيما بين الدروز والبدو، وسقوط العشرات من الضحايا، دفعت النظام للتدخل مجددًا، مما يعكس هشاشة الوضع الداخلي واتساع رقعة النزاع المجتمعي.

العدوان الإسرائيلي على سوريا

وأكد فوزي، أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي استهدفت مواقع بالغة الحساسية في قلب دمشق، تؤشر إلى تحوّل نوعي في سياسة إسرائيل، التي لم تعد تكتفي بما يُعرف بـ"قواعد الاشتباك"، بل باتت تمارس تدخلًا مباشرًا يرمي إلى إعادة رسم المعادلات الإقليمية.

وأضاف، أن هذا السلوك الإسرائيلي يتماشى مع رؤية بنيامين نتنياهو لـ"شرق أوسط مختلف" تقوم على تفكيك دول الطوق، وبناء ما يمكن وصفه بـ"حزام ضعف" يخدم استقرار إسرائيل وتفوّقها الاستراتيجي.

مخطط نتنياهو لتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط
مخطط نتنياهو لتغيير شكل منطقة الشرق الأوسط

وأكمل فوزي، أن استهداف الدولة السورية يتم عبر عدة مستويات على النحو التالي:

  • أولًا، من خلال إضعاف مؤسساتها السيادية، ما يفتح الباب واسعًا أمام الانقسامات والطائفية.
  • ثانيًا، عبر توجيه رسالة واضحة إلى طهران وبيروت، بأن أي محاولة لتعزيز النفوذ الإيراني في سوريا ستقابل برد إسرائيلي مباشر وسريع.

و لفت الباحث في الشؤون العربية والإفريقية، إلى أن نتنياهو يستثمر هذه المناخات المضطربة لتوجيه السياسات الداخلية في إسرائيل، وتجاوز أزماته القانونية من خلال تصدير الأزمات عسكريًا، وتقديم نفسه كمدافع عن الدولة الإسرائيلية والأقليات داخل المنطقة، مثل الدروز.

 وحذر فوزي، من أن هذه الاستراتيجية رغم ما توفره من مكاسب داخلية قصيرة المدى، تحمل في طياتها مخاطر حقيقية قد تفتح الباب لتصعيد أوسع يشمل إيران، وحزب الله، وربما سوريا، وهو ما ينذر بانزلاق خطير قد يصعب احتواؤه.

واختتم على فوزي، تصريحه بالتأكيد على أن الغياب أو التراخي الدولي في التعامل مع هذه التطورات، جعل سوريا ساحة مفتوحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية، ما يصب في مصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، لكنه يدفع الشعب السوري ثمنًا فادحًا، ويعزز من احتمالات تفكك الدولة وامتداد أمد المعاناة المستمرة منذ أكثر من ثلاثة عشر عامًا.

تم نسخ الرابط