رئيس مركز العرب للدراسات: الأزمة السورية مستمرة وتتطلب تحركًا عربيًا سريعًا

أكد الدكتور محمد فتحي الشريف، رئيس مركز العرب للدراسات، أن الأزمة السورية لا تزال تمثل واحدة من أعقد الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط، مشددًا على أن المعالجات السابقة لم تكن كافية، وأن هناك حاجة ماسة لتحرك عربي فعال وتدخلات سريعة لاحتواء الوضع المتفاقم، خاصة في محافظة السويداء.
أزمة مركبة متعددة الأبعاد
وأشار الشريف، خلال مداخلته الهاتفية عبر برنامج "ساعة إخبارية" المذاع عبر قناة النيل للأخبار، إلى أن الأزمة السورية لم تعد مجرد أزمة داخلية، بل أصبحت ذات تداعيات سياسية واقتصادية وأمنية وإنسانية، لافتًا إلى أن أطرافًا إقليمية ودولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول العربية بدأت تُبدي استعدادًا للتدخل من أجل تهدئة الأوضاع، لا سيما بعد التوترات المتزايدة في محافظة السويداء.
فشل الإدارة السورية في احتواء الأقليات
وأعرب الشريف عن أسفه لفشل الإدارة السورية الحالية في التعامل بفعالية مع الأزمات المتكررة، خاصة فيما يتعلق باحتواء الأقليات مثل الأكراد والدروز، معتبرًا أن هذا الإخفاق ساهم في تعقيد الوضع وزاد من فرص التدخل الخارجي، في وقت تستغل فيه إسرائيل هذه الثغرات لتبرير تدخلها تحت مزاعم حماية أمنها.
دور سعودي داعم.. وتحذير من سيناريو التقسيم
وأوضح الشريف أن المملكة العربية السعودية تلعب دورًا داعمًا لاستقرار سوريا وتسعى إلى تفادي انزلاق الوضع نحو مزيد من الفوضى أو التقسيم، مشيرًا إلى وجود نية عربية واضحة للحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وهو ما يتطلب تدخلاً سريعًا وحقيقيًا من الأطراف الراغبة في استقرار البلاد، مثل السعودية وتركيا.

توقعات بتغير الموقف الأمريكي
واختتم رئيس مركز العرب للدراسات حديثه بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لإعادة النظر في الملفات المتعلقة بسوريا، مشددًا على أن هذه التحركات قد تسهم في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة إذا تم استغلالها بشكل إيجابي من قبل الدول العربية، بعيدًا عن المصالح الضيقة.
وأكد الشريف في ختام مداخلته أن استمرار الأزمة السورية ليس قدرًا حتميًا، بل مرهون بجدية الإرادة الدولية والعربية في التحرك الفوري، وبناء معالجات واقعية وفعالة تراعي التنوع المجتمعي والبعد الإنساني والسياسي للأزمة.