عاجل

محلل سياسي: إسرائيل ترفض مقترحات وقف إطلاق النار لتحقيق أهداف سياسية |فيديو

رئيس الوزراء الإسرائيلي
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

أكد الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل تماطل عمدًا في الاستجابة لمقترحات وقف إطلاق النار، وتستغل الحرب لتحقيق أهداف سياسية وانتقامية، على رأسها التهرب من المحاسبة على الفشل الأمني والفساد.

وأوضح صافي، في مداخلة هاتفية لقناة "إكسترا نيوز"، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعمد إطالة أمد الحرب لتجنب المساءلة عن الإخفاقات التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن حكومة الاحتلال تسعى كذلك إلى استثمار الحرب في تعزيز الاستيطان بالضفة الغربية، وتهجير المدنيين من قطاع غزة.

رفض كل الجهود الدولية

وقال صافي إن إسرائيل "ترفض كل الجهود الدولية" لوقف القتال، بما في ذلك المبادرات المصرية والقطرية، وحتى المقترح الأخير الذي طرحه الرئيس الأمريكي ترامب، والذي وافقت عليه حركة حماس بمرونة. ورأى أن هذا الرفض المتعمد يدل على نية إسرائيل إطالة الصراع لتحقيق مكاسب ميدانية وسياسية.

وأضاف أن إسرائيل تضع أهدافًا غير واقعية للحرب، مثل "تحقيق نصر مطلق"، لكنها لم تتمكن من تحقيقها رغم تدمير أكثر من 85% من قطاع غزة. وشدد على أن إسرائيل لا تسعى فقط للانتصار العسكري، بل لتدمير البنية التحتية واستنزاف السكان عبر سياسة ممنهجة من القصف والتجويع والتشريد، في محاولة واضحة لتنفيذ مخطط التهجير القسري.

وختم صافي تصريحاته بالتأكيد على أن القيادة الإسرائيلية، وعلى رأسها نتنياهو، لا ترغب في إنهاء الحرب، بل تستخدمها كأداة سياسية لحماية سلطتها وتعزيز مشروع الاحتلال، محذرًا من العواقب الإنسانية الخطيرة لهذا النهج على مستقبل المنطقة بأسرها.

دور الانتخابات والحسابات الداخلية في تعطيل الصفقات 

عند سؤاله عن تأثير الانتخابات الإسرائيلية والحسابات السياسية الداخلية على مفاوضات وقف إطلاق النار، أجاب دكتور  صافي:  القرار السياسي في إسرائيل يتحكم به نتنياهو وحده،و الاحتجاجات الداخلية، حتى من قبل أهالي الأسرى، لم تؤثر على موقفه، و المعارضة الإسرائيلية ضعيفة ولا تستطيع إجباره على قبول الصفقة. 

وأوضح أن نتنياهو يفضل مصالحه الشخصية على إنقاذ الأسرى أو إنهاء المعاناة الإنسانية في غزة، مما يجعل فرص نجاح المفاوضات الحالية رهينة بقراره الفردي. 

هل يمكن نجاح الجولة الحالية من المفاوضات؟ 

رغم التشاؤم السائد، يرى صافي أن هناك فرصًا لاتفاق مؤقت قد يمهد لوقف دائم لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن المفاوضات الحالية تركز على:  وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل جنود إسرائيليين،و  السماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام، و  فتح معبر رفح لإخراج الجرحى والمرضى، مع   انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها بعد مارس 2023. 

لكنه حذر من أن إسرائيل قد تنقض أي اتفاق بعد انتهاء الهدنة، كما حدث في السابق، قائلًا:  إسرائيل لا تحترم الاتفاقيات،  بعد 60 يومًا، قد تعاود القصف وتدمير ما تبقى من غزة ونيتها واضحة" استعمار القطاع وإنهاء الوجود الفلسطيني فيه." 

مطالب الفصائل الفلسطينية في المفاوضات 

حدد صافي المطالب الأساسية للفصائل الفلسطينية، وخاصة حركة حماس، والتي تشمل:  وقف دائم لإطلاق النار وليس هدنة مؤقتة ،و انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، بالاضافة الي   إدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار،و تبادل الأسرى وفق صفقة متوازنة،مع   إنهاء الحصار وفتح المعابر بشكل دائم. 

واختتم  صافي حديثه بتوقع أن تستمر الحرب إذا بقي نتنياهو في السلطة، لأنها وسيلته الوحيدة للبقاء سياسيًا، لكنه أشار إلى أن الضغوط الدولية المكثفة قد تجبر إسرائيل على قبول هدنة مؤقتة، رغم أن الحل الدائم يحتاج إلى خطوات جذرية، مثل:  مقاطعة إسرائيل سياسيًا واقتصاديًاو   فرض عقوبات على قادتها،مع   ضمانات دولية لحماية المدنيين الفلسطينيين. 

تم نسخ الرابط