أسلحة غربية إلى اوكرانيا.. ما الذي يقلق روسيا |خبير يجيب

تناول الكاتب والباحث السياسي الدكتور سمير أيوب التطورات الأخيرة في الصراع الأوكراني، ملقياً الضوء على المخاوف الروسية من الخطوات الغربية، وموقف موسكو من مقترحات وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تحليله لاستراتيجيات الأطراف الدولية الفاعلة في الأزمة.
المخاوف الروسية من التصعيد الغربي
وأكد الدكتور أيوب في مداخلة هاتفية لقناة "القاهرة الاخبارية"أن ما يقلق روسيا بشكل أساسي هو استمرار تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، خاصةً تلك ذات الطابع الدفاعي مثل أنظمة المضادات الجوية، كما أشار إلى أن الهدف الغربي لم يعد هزيمة روسيا عسكرياً كما كان في المراحل الأولى للصراع، بل تحول إلى إطالة أمد الحرب لاستنزاف المقومات الروسية العسكرية والاقتصادية، وتأجيج الرأي العام الداخلي ضد الحكومة.
وأضاف: روسيا لا تريد إطالة هذا الصراع، لكن الغرب يعتقد أن استمرار الحرب سيُضعف موسكو على المدى المتوسط والبعيد ومع ذلك، فإن الأداء الروسي خلال السنوات الثلاث الماضية أثبت قدرتها على تحدي العقوبات وتكييف اقتصادها، بل وتحويل التحديات إلى فرص لتعزيز تحالفاتها مع لاعبين دوليين آخرين.
لماذا رفضت روسيا مبادرات وقف إطلاق النار؟
عند سؤاله عن فرص السلام خلال الفترة الماضية، خاصةً في ظل المحادثات غير المباشرة بين موسكو وواشنطن، أوضح الدكتور أيوب أن روسيا ترفض أي حلول تركز على "تجميد الصراع" دون معالجة جذوره.
وعلّق على مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار قائلا: ما طرحه ترامب لم يكن حلاً جذرياً، بل مجرد إيقاف مؤقت للقتال دون ضمانات تمنع أوكرانيا من إعادة تسليح نفسها، روسيا تعتبر ذلك مخاطرة كبرى، لأن أي هدنة ستُستخدم لتعزيز القوات الأوكرانية، تماماً كما حدث بعد اتفاقيات مينسك (2014-2015)، التي استغلها الغرب لتدريب الجيش الأوكراني وتسليحه.
وتابع: روسيا اليوم تُفضل استمرار العملية العسكرية بدلاً من قبول هدنة مؤقتة قد تتحول إلى حرب أوسع في المستقبل، فالتجميد يعني منح كييف الفرصة لاستعادة زخمها العسكري، وهو سيناريو غير مقبول لموسكو، لأنه قد يُعيدها إلى نقطة الصفر، أو يُجبرها على مواجهة صراع أطول وأكثر تكلفة.
تحول موقف ترامب
في إشارة إلى التغير في نبرة الرئيس الأمريكي تجاه روسيا، لفت الدكتور أيوب إلى أن ترامب بدأ محبطاً من التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم سعيه السابق لتحقيق تقارب بين البلدين، وأرجع ذلك إلى اختلاف الرؤى حول مصالح كل طرف
ترامب كان يرى في أي اتفاق فرصة لتقليل النفقات الأمريكية، لكنه أدرك لاحقاً أن روسيا لا تقبل حلولاً غير شاملة، موسكو تعتبر أن مقترحات واشنطن تخدم مصالحها الذاتية فقط، دون مراعاة الأسباب الجذرية للصراع، مثل ضمانات الأمن القومي الروسي ووضع المناطق المتنازع عليها.
ماذا تريد روسيا الآن؟
اختتم الدكتور سمير أيوب تحليله بالتأكيد على أن روسيا تُصر على تحقيق أهدافها الكاملة في أوكرانيا، والتي تشمل ضمان حيادها وعدم انضمامها إلى الناتو، وإعادة هيكلة النظام السياسي في كييف لضمان عدم تحوله إلى تهديد دائم، وحذر من أن أي تأخير في الحلول الجذرية قد يؤدي إلى تصعيد غير مسبوق،مضيفًا ،إذا استمر الغرب في دعم أوكرانيا بأسلحة متطورة، فقد تتحول الحرب إلى مواجهة إقليمية أوسع أو حتى صراع دولي، روسيا تعتبر أن تحقيق نصر استراتيجي الآن أقل كلفة من مواجهة عدوٍ معززٍ في المستقبل.