باحث سياسي: تجاوزات عناصر الأمن في سوريا تهدد المصالحة الوطنية

قال أحمد شيخو كاتب وباحث سياسي، إنّ سوريا دخلت مرحلة انتقالية بعد الثامن من ديسمبر الماضي، تميزت بتحديات داخلية وخارجية بالغة التعقيد، ورغم أن الإدارة السورية الجديدة استطاعت تحقيق مكاسب على المستوى الخارجي، مثل الحصول على اعتراف إقليمي ودولي، بما في ذلك من الإدارة الأمريكية، والخروج من قوائم العقوبات، إلا أن المشهد الداخلي لا يزال هشًّا، ويعاني من أزمات أمنية وسياسية حادة.
مكونات الشعب السوري
وأضاف شيخو، في مداخلة هاتفية عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن أحد أبرز التحديات يتمثل في غياب قدرة الدولة على استيعاب كافة مكونات الشعب السوري، ودمجها في مؤسسات الدولة السيادية، مشيرًا إلى أن العديد من المكونات لا تزال ترى أنها لم تحصل على حقوقها، رغم جولات الحوار والتفاوض.
وتابع، أن مرحلة ما بعد الحرب تفرض ضرورة للمصالحة الداخلية، وأنه لا يمكن الحديث عن أمن واستقرار دون قاعدة شعبية واسعة وجبهة داخلية متماسكة.
وحذر، من الممارسات الأخيرة لبعض عناصر وزارتي الداخلية والدفاع، وما وصفه بانتهاكات غير مقبولة، أبرزها ما حدث في السويداء من تجاوزات ضد أبناء الطائفة الدرزية، مشددًا، على أن تلك الأفعال تمثل إهانة ليس فقط لمكون بعينه، بل للهوية السورية بكاملها، لافتًا إلى أن غياب المحاسبة الجدية عن أحداث مشابهة في الساحل السوري زاد من الاحتقان الداخلي وأضعف ثقة المواطنين في قدرة الدولة على فرض العدالة.
استغلال التناقضات الداخلية
وأشار إلى أن القوى الإقليمية، وعلى رأسها إسرائيل، استغلت التناقضات الداخلية وتدهور الوضع الأمني، لتبرير تدخلها العسكري وانتهاك السيادة السورية، كما حدث مؤخرًا في استهداف المؤسسات السيادية، مشيرًا، إلى أن الحل يكمن في التفاف وطني حقيقي، وحوار جامع بين كل مكونات الشعب السوري، من أجل بناء دولة قادرة على فرض سيادتها وتحقيق الاستقرار الداخلي.
تطورات جديدة
في وقت سابق، في تطورات جديدة تبرز تعقيدات المشهد السياسي في سوريا، أكد الكاتب والباحث السياسي السوري أحمد شيخو أن البلاد تمر بمرحلة انتقالية جديدة بدأت منذ الثامن من ديسمبر الماضي، إلا أن تنفيذ هذه المرحلة يواجه العديد من التحديات والمشكلات، خاصة من جانب السلطة القائمة في دمشق.
وقال شيخو، في تصريحات خاصة لقناة "إكسترا نيوز"، إن التدخلات الإقليمية ما زالت تلعب دورًا بارزًا في المشهد السوري، ما يزيد من صعوبة تحقيق الاستقرار السياسي والأمني، مشيرًا إلى أن تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 عامًا لا تزال تلقي بظلالها على الوضع الداخلي.