كاتب صحفي: استهداف إسرائيل لمقر رئاسة الأركان السورية فضيحة سياسية|فيديو

قال أشرف العشري، الكاتب الصحفي، إن ما تشهده محافظة السويداء السورية من تطورات أمنية يعكس حجم الأخطاء الجسيمة التي وقعت فيها الحكومة السورية من جهة، وبعض مشايخ عقل الدروز وقادة العشائر من جهة أخرى، مؤكدًا أن سوء إدارة المشهد أدى إلى تصعيد ميداني وسقوط ضحايا من قوات الأمن والمدنيين، ومهد الطريق لتدخلات إقليمية خطيرة.
إطلاق قذائف
وأشار العشري، خلال مداخلة مع قناة القاهرة الإخبارية، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استغل حالة الفوضى الأمنية ليشن غارات على مواقع عسكرية سورية، منها مقر وزارة الدفاع ورئاسة الأركان السورية وإطلاق بعض القذائف في محيط القصر الرئاسي، معتبرًا أن ذلك يُعد «فضيحة سياسية» ورسائل عسكرية واضحة موجهة للنظام السوري، في محاولة لردعه عن استخدام القوة ضد الدروز، تزامنًا مع ضغوط من طائفة الدروز في الأراضي المحتلة.
استمرار الانقسام
وحذر «العشري»، من خطورة استمرار الانقسام داخل الطائفة الدرزية نفسها، مشيرًا إلى وجود تيارين متناقضين: أحدهما عقلاني يمثله القياديان جربوع والحناوي، ويسعى إلى التفاهم مع الحكومة السورية على صيغة إدارة ذاتية بإشراف أمني مدني، وآخر متشدد يقوده الشيخ الهجري المتطرف المتناغم مع الطرح الإسرائيلي، والذي دعا نتنياهو إلى التدخل العسكري لقصف مواقع الجيش السوري.
وفي ختام حديثه، شدد، على ضرورة التوصل إلى توافق داخلي بين شيوخ الدروز في السويداء، وإعطاء مساحة للحوار بين أبناء الطائفة والحكومة السورية.
اتفاقية فض الاشتباك
وفي وقت سابق، أكد أشرف العشري، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن محافظة السويداء تكتسب أهمية استراتيجية بالغة في الجنوب السوري، خاصة لقربها من المناطق التي تحتلها إسرائيل، مثل جبل الشيخ، مشيرًا إلى أن الغارات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة تعكس مسعى واضحًا من تل أبيب لفرض واقع ميداني جديد يتجاوز اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974، والتي جرى تعطيلها فعليًا منذ ديسمبر الماضي عقب تصاعد التوترات في الجنوب السوري.
وقال العشري، في تصريحات عبر قناة "إكسترا نيوز"، إن إسرائيل كثفت خلال الأشهر الخمسة الماضية محاولاتها لخلق بؤر توتر في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، بهدف تقويض القبضة المركزية للدولة السورية في تلك المناطق، وخلق بيئة فوضوية قد تبرر تدخلًا أمنيًا أو عسكريًا لاحقًا تحت ذرائع متعددة.