الرسوم القاتلة.. هل يُشعل ترامب حرباً اقتصادية عالمية ضد موسكو؟

حذّر خبراء في قطاع الطاقة من أن العقوبات الجديدة التي لوّح ترامب بفرضها على روسيا، إذا لم توافق موسكو على اتفاق سلام في أوكرانيا خلال 50 يومًا، قد تنعكس سلبًا على الاقتصاد الأمريكي نفسه.
فرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100%
وكان ترامب هدد يوم الاثنين بفرض رسوم جمركية ثانوية بنسبة 100% على الدول التي تواصل التجارة مع روسيا، في خطوة تستهدف الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقبول باتفاق سلام لا تزال فرص تحقيقه بعيدة.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن هذه التهديدات تعني أن دولًا كالهند والصين وتركيا ستواجه رسومًا جمركية ضخمة من واشنطن بسبب استمرارها في شراء النفط الروسي، وهو ما يهدف بالأساس لتجفيف مصادر تمويل موسكو خلال الحرب.
وقال ألكسندر كولياندر، خبير الاقتصاد الروسي والزميل بمركز تحليل السياسات الأوروبية، إن هذه العقوبات قد تشكل ضربة قوية لصادرات النفط الروسية، لكنها في الوقت نفسه قد تكون مكلفة للغاية للولايات المتحدة، لافتًا إلى أن فرض مثل هذه الرسوم سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط عالميًا، ما سيُضر بالاقتصادات الأوروبية والأمريكية على حد سواء.
وأضاف كولياندر: "روسيا تصدّر حوالي 5 ملايين برميل نفط يوميًا، ولا يوجد بديل قادر على تغطية هذا النقص بالسرعة المطلوبة، ما سيدفع الأسعار إلى الارتفاع ويؤدي لتفاقم التضخم عالميًا".
العقوبات تمثل "مقامرة خطرة"
من جانبه، اعتبر ناريندرا تانيجا، خبير الطاقة الهندي، أن هذه العقوبات تمثل "مقامرة خطرة"، مؤكدًا أنها لن تضر فقط باقتصادات مثل الهند والصين والبرازيل، بل ستتسبب في اضطرابات واسعة بسوق الطاقة العالمي.
وقال تانيجا للصحيفة: "إذا نُفذت هذه العقوبات، فسيرتفع سعر النفط على الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا سيكون ضارًا للاقتصاد العالمي، بما في ذلك دول الناتو، وإذا كان الهدف معاقبة روسيا، فالنتيجة قد تكون معاقبة العالم بأسره".
ورغم التحذيرات، يرى كولياندر أن من المستبعد أن يذهب ترامب نحو التنفيذ الكامل للتهديدات، خاصة في ظل اعتماد واشنطن على التجارة مع الصين، واعتبارها الهند حليفًا استراتيجيًا، إلى جانب عضوية تركيا في الناتو.
وحذّر كولياندر من أن الخطر الحقيقي يكمن في "عدم القدرة على التنبؤ" بردود فعل ترامب، المعروف بمواقفه المتقلبة، خاصة مع سوابقه في التعامل مع موسكو وكييف مطلع ولايته الأولى.
أما فايبهاف راغوناندا، المحلل في مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA)، فقد دعا إدارة ترامب إلى التركيز على سد الثغرات في نظام العقوبات الحالي بدلًا من فرض إجراءات واسعة قد تنعكس سلبًا على واشنطن.
وأشار راغوناندا إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تحصل على مئات الملايين من الدولارات من روسيا بشكل غير مباشر، عبر استيراد منتجات نفطية مكررة في دول ثالثة من الخام الروسي، مقترحًا أن يكون الحل في منع استيراد تلك المنتجات لخفض عائدات موسكو النفطية بما يصل إلى 750 مليون دولار من الإيرادات الضريبية.