عاجل

نتنياهو على حافة الهاوية: انتحار الجنود والجواسيس وخسائر حرب غزة تهز عرشه

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو

تشهد إسرائيل في الآونة الأخيرة موجة من الأزمات الداخلية التي تهدد استقرار حكومتها وتضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقف حرج على حافة الانهيار السياسي. من انتحار الجنود، إلى عمليات التجسس الداخلية، وخسائر الحرب على غزة، مرورًا بالتظاهرات العارمة والتخبطات السياسية، تتشابك التحديات لتخلق حالة من الفوضى غير المسبوقة.

انتحار الجنود الإسرائيليين: أزمة نفسية تضرب المؤسسة العسكرية

وقد شهد الجيش الإسرائيلي مؤخرًا زيادة مقلقة في حالات انتحار الجنود، ما يعكس ضغطًا نفسيًا هائلًا يعاني منه أفراد القوات المسلحة. أسباب هذه الظاهرة متعددة، من بينها الصدمات النفسية الناتجة عن الاشتباكات المستمرة، إلى ضعف الدعم النفسي وعدم الاستجابة الفعالة من القيادة العسكرية.

هذه الحوادث ليست مجرد أرقام، بل إشارات تحذير عن هشاشة الوضع الداخلي للجيش الإسرائيلي وتأثيره المباشر على قوة الجيش واستقراره.

هآرتس تكشف.. والجيش يبرر

ورغم أن الجيش الإسرائيلي يعزو تزايد حالات الانتحار إلى “ظروف شخصية” وتزايد عدد المجندين من الاحتياط، فإن صحيفة هآرتس فندت تلك الادعاءات، مؤكدة أن العديد من المنتحرين خاضوا تجارب قتالية صعبة، ما لا يمكن فصله عن تدهورهم النفسي.

وبحسب الأرقام المتداولة، أقدم ما لا يقل عن 43 جنديًا على الانتحار منذ بداية الحرب، وسط تكتم رسمي.

لعنة الحرب تصيب المدنيين 

ولم تقتصر الأزمات النفسية على الجنود، إذ طالت المدنيين أيضًا، خاصة من نجوا من أحداث السابع من أكتوبر. ففي شهادة بيوليو من العام الماضي ، قال “غاي بن شمعون”، أحد الناجين من مهرجان “نوفا” الموسيقي، خلال جلسة استماع في الكنيست، إن 50 شخصًا من المشاركين في الحفل انتحروا لاحقًا، بعد فشلهم في تجاوز الآثار النفسية.

وأوضح أن الأرقام التي تحدث عنها تعود لأشهر ماضية من تاريخ شهادته، ومن المرجح أنها ارتفعت، مضيفًا أن كثيرًا من الناجين دخلوا في حالات اكتئاب شديدة، أو اضطراب ما بعد الصدمة، وبعضهم لم يعد يغادر سريره.

وتابع بن شمعون: “أنا شخصيًا لم أعد كما كنت، لا أستطيع العمل، أنام ساعتين فقط، وأشعر أنني تائه منذ ذلك اليوم”.

الجواسيس الإسرائيليون بين صفوف الجنود

لم تتوقف الأزمات عند هذا الحد، إذ رصدت تقارير عديدة وجود حالات تجسس داخل الجيش الإسرائيلي من قبل جواسيس يعملون بين صفوف الجنود أنفسهم. هذا الأمر يثير قلقًا أمنيًا كبيرًا ويكشف عن ثغرات في النظام الأمني والعسكري، مما يزيد من هشاشة الجيش الإسرائيلي في مواجهة التحديات الإقليمية.

خسائر إسرائيل في حربها على غزة

خلقت حرب إسرائيل على قطاع غزة خسائر مادية وبشرية جسيمة، أثرت على موقف الحكومة داخليًا وخارجيًا، كما نعكست الأضرار الاقتصادية والميدانية على الروح المعنوية للشعب الإسرائيلي، بينما تصاعدت الانتقادات الدولية لاسيما في ظل التصعيد المستمر وعدم تحقيق الأهداف السياسية المعلنة.

هذه الخسائر تزيد الضغط على نتنياهو وتضع حكومته تحت مجهر النقد والرفض الشعبي.

تظاهرات تل أبيب

في قلب تل أبيب، خرجت تظاهرات حاشدة شاركت فيها عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، مطالبين بتحركات فعلية من الحكومة للإفراج عن ذويهم، إذ تعكس هذه التظاهرات حالة الغضب والاستياء الشعبي، وتضع نتنياهو في موقف صعب أمام مطالب شعبية متزايدة، وسط انتقادات متصاعدة للأداء الحكومي.

تخبطات داخل الكنيست: انقسامات حادة تعرقل القرارات

ويشهد المشهد السياسي داخل الكنيست انقسامات حادة وصراعات داخلية، تعرقل اتخاذ قرارات حاسمة حيال الأزمات المتعددة التي تواجهها إسرائيل. كما يخلق التباينات بين الأحزاب، وتنافس القيادات، وتشكيلات الائتلاف الهشة، أجواء من التخبط السياسي الذي ينعكس سلبًا على قدرة الحكومة على إدارة الأزمات.

في ظل هذه الأزمات، يعاني مكتب رئيس الوزراء نتنياهو من تخبط واضح في إدارة الأزمة، مع صراعات داخلية وتأخر في اتخاذ القرارات الحاسمة. فشل التنسيق بين مختلف الأجهزة الحكومية والعسكرية يعرقل الاستجابة الفعالة ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني.

وفي نهاية الأمر، يتضح أن بنيامين نتنياهو يقف اليوم على حافة الهاوية، محاطًا بأزمات متلاحقة تهدد استقرار إسرائيل داخليًا وخارجيًا. 

 

 

تم نسخ الرابط