الذكر والعلاج النفسي.. «الإفتاء» توضح سبل التعامل مع الوسواس القهري

كشف الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، عن رؤية دينية وعملية للتعامل مع حالات الوسواس القهري، في رد على استفسار من إحدى السيدات حول معاناة والدتها البالغة من العمر 67 عامًا من هذا المرض، وتأثيره على سلوكها اليومي وكلامها غير المنضبط.
تأكيد على الدعم النفسي والديني
وأوضح الشيخ عويضة أن الوسواس القهري يُعد من الحالات النفسية التي تتطلب تفهّمًا لا لومًا، مشددًا على أن المريض لا يُحاسب شرعًا على ما يصدر عنه دون قصد، خاصة إذا كان تحت تأثير اضطراب نفسي يفقده السيطرة على تصرفاته،وبيّن أن الوساوس غالبًا ما تكون حديث نفس لا يُؤاخذ الإنسان عليه ما لم يترجمه إلى فعل.
الذكر وسيلة مجربة للتخفيف من الأعراض
وأضاف أمين الفتوى، أن هناك من نجحوا في التخفيف من أعراض الوسواس القهري من خلال الالتزام بأذكار معينة، ومنها تكرار اسم الله "المقسط" 318 مرة أو حتى 1000 مرة يوميًا، مؤكدًا أن هذه الأعداد غير مستندة إلى نص شرعي وإنما إلى تجارب صالحة، أثبتت فعاليتها في تهدئة النفس وتحسين الحالة الشعورية للمريض.
خطوات عملية للتغلب على الوسواس في العبادات
وفي سياق متصل، تناول أمين الفتوى بدار الإفتاء، كيفية التعامل مع الوسواس القهري المتعلق بالعبادات، وقدمت الإفتاء مجموعة من الخطوات الإرشادية تشمل: الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من الصلاة على النبي محمد ﷺ، وذكر اسم الله "المقصد" بصيغة النداء: "يا مقصد"، ومخالفة الوساوس وعدم الاستسلام لها، والتوجه إلى طبيب نفسي متخصص.
وأكدت الإفتاء على أهمية الدمج بين العلاج النفسي والديني، وضرورة دعم الأسرة للمريض وعدم تحميله مسؤولية غير مبررة، بما يسهم في تحسين حالته ومعالجة السلوك القهري بشكل متوازن.
ويعتبر الوسواس القهري مرض قابل للعلاج، لكن رحلة التعافي طويلة وتحتاج إلى صبر، خاصة مع الأطفال والمراهقين الذين يحتاجون لبناء ثقة مع المعالج حتى يتمكنوا من فتح قلوبهم والبوح بما يعانون.
واسم المرض نفسه يشرح مدى صعوبته.. وسواس قهري، لأنه بيقهرك في أغلى حاجة عندك، سواء كانت أمك، أو دينك، أو حتى إحساسك بالأمان".