حلمي النمنم: مصطلح «الشرق الأوسط» مضلل ويهدف لدمج إسرائيل في المنطقة

انتقد حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، ما وصفه بـ"المصطلحات المضللة" التي تُستخدم للتأثير على وعي الشعوب في المنطقة، وعلى رأسها مصطلح "الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى أن هذا التعبير يهدف إلى تغييب الهوية العربية لصالح مشروع دمج إسرائيل داخل الإقليم.
مصطلح الشرق الأوسط يقطع الطريق
وقال "النمنم" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد " المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، إن "مصطلح الشرق الأوسط يقطع الطريق عن استخدام مصطلح 'العالم العربي'، والهدف من ذلك هو جعل إسرائيل كأنها جزء طبيعي من المنطقة"، لافتًا إلى أن التفوق العسكري الإسرائيلي الذي بدأ منذ عام 1948 لم يعد يقتصر على القوة المسلحة فقط، بل امتد أيضًا إلى التفوق الاستخباراتي.
وأضاف: "هذا يعني أننا أمام خطاب يُمهّد للقبول بإسرائيل كقوة ضامنة للأمن في المنطقة، وكأنها الوصي على حلّ النزاعات"، محذرًا من محاولات لإعادة تشكيل خارطة النفوذ في المنطقة لتعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب العالمية الأولى.
السيناريوهات المطروحة في الملف السوري
وأشار النمنم إلى ما وصفه بـ"السيناريوهات المطروحة في الملف السوري"، معتبرًا أن إسرائيل قد تستغل الأحداث هناك، خاصة ما يتعلق بالدروز، لتبرير تدخلها تحت غطاء "حماية الأقليات"، والدفع نحو إقامة مناطق منزوعة السلاح بما يخدم مصالحها الاستراتيجية. .
في وقت سابق، أكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، أن معركة تنمية شبه جزيرة سيناء لا تقل في أهميتها عن الحرب التي خاضتها الدولة المصرية ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه التنمية تُعد محورًا أساسيًا في استراتيجية مصر الوطنية منذ ثورة 30 يونيو، والتي جاءت لإعادة ترتيب أولويات الدولة والمجتمع، ووضع سيناء في قلب هذه الأولويات.
من التهميش إلى التنمية
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة خلال برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور، قال القصاص إن سيناء ظلت مهمّشة لعقود طويلة، رغم أهميتها الجغرافية والاستراتيجية، مضيفًا: "اليوم، تعود الدولة بقوة لاستعادة دورها التنموي في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن، في إطار رؤية شاملة ومتكاملة".
وأوضح أن هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل استجابة لمطالب وطنية طال انتظارها، وأخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه تنفيذها، لتتحول سيناء إلى نموذج حي للتنمية الشاملة التي تشمل كل القطاعات من الزراعة إلى الصناعة، مرورًا بالبنية التحتية وإدارة الموارد المائية.
مشروعات عملاقة
وأشار القصاص إلى مشروع استصلاح 500 ألف فدان، الذي يُعد خطوة عملاقة نحو توسيع الرقعة الزراعية، إضافة إلى إنشاء مجتمعات سكنية متكاملة توفر المسكن والخدمات وفرص العمل للمواطنين.
كما أكد أن الدولة أنشأت شبكة من الأنفاق الحديثة مثل أنفاق قناة السويس، والتي غيرت جذريًا من واقع الحركة بين سيناء والدلتا، وجعلت من سيناء جزءًا متصلًا وفاعلًا في منظومة النقل والاقتصاد القومي.
من الأنفاق إلى السكك الحديدية
وتابع: "دخول القطارات إلى أرض سيناء يمثل جزءًا من منظومة النقل المتكاملة، ويعزز من فرص الاستثمار في المنطقة، ويقدم حوافز حقيقية للمستثمرين، مما يدعم استراتيجية توطين السكان وتوزيع الكثافة السكانية بشكل متوازن".
وأضاف أن كل هذه المشروعات لا تأتي كرد فعل على التحديات الأمنية فقط، بل كجزء من خطة طويلة الأمد لتغيير ملامح سيناء، وربطها بالوادي والدلتا، وتوفير خدمات التعليم والصحة والمرافق العامة، بما يُعزز من جودة حياة المواطنين هناك.