حلمي النمنم: المشروع الوطني المصري يحتاج إلى تأمين داخلي ومعرفي|فيديو

أكد حلمي النمنم، وزير الثقافة الأسبق، أن القيادة السياسية المصرية وضعت نصب أعينها خلال السنوات الماضية تنفيذ مشروع وطني متكامل، هدفه الأساسي بناء دولة وطنية دستورية حديثة تقوم على حماية الحدود، وترسيخ مؤسسات الدولة، وتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي.
الحرب ضد الإرهاب
وأشار "النمنم" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع عبر فضائية "TeN"، مساء الأربعاء، إلى أن الدولة خاضت حربًا حقيقية ضد الإرهاب، وحققت فيها انتصارات كبيرة، رغم التضحيات التي فاقت عدد شهداء حرب أكتوبر 1973، مؤكدًا أن تأمين الدولة لا يتوقف عند الحدود فقط، بل يمتد إلى الداخل أيضًا.
وأوضح أن ما شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة، خاصة ما جرى في إيران، يُعد جرس إنذار بضرورة توسيع مفهوم الأمن القومي ليشمل التأمين المعرفي والتوعية الشعبية.
المشاريع الوطنية
ولفت إلى أن أكثر من 4000 عنصر مدرب من قبل الموساد تمكّنوا من الدخول إلى إيران، ما يبرز خطورة غياب الوعي المجتمعي وضعف منظومة التثقيف الأمني.
وشدّد على أن المشاريع الوطنية لا تُبنى إلا على أساس مؤسسات قوية وفعالة، مشيرًا إلى أن الدولة تسير بشكل واضح في هذا الاتجاه، خاصة في المسار السياسي، الذي شهد تطورات كبيرة.
في وقت سابق، أكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، أن معركة تنمية شبه جزيرة سيناء لا تقل في أهميتها عن الحرب التي خاضتها الدولة المصرية ضد الإرهاب، مشيرًا إلى أن هذه التنمية تُعد محورًا أساسيًا في استراتيجية مصر الوطنية منذ ثورة 30 يونيو، والتي جاءت لإعادة ترتيب أولويات الدولة والمجتمع، ووضع سيناء في قلب هذه الأولويات.
من التهميش إلى التنمية
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة خلال برنامج "90 دقيقة" المذاع على قناة المحور، قال القصاص إن سيناء ظلت مهمّشة لعقود طويلة، رغم أهميتها الجغرافية والاستراتيجية، مضيفًا: "اليوم، تعود الدولة بقوة لاستعادة دورها التنموي في هذه البقعة الغالية من أرض الوطن، في إطار رؤية شاملة ومتكاملة".
وأوضح أن هذه الرؤية لم تأتِ من فراغ، بل استجابة لمطالب وطنية طال انتظارها، وأخذ الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه تنفيذها، لتتحول سيناء إلى نموذج حي للتنمية الشاملة التي تشمل كل القطاعات من الزراعة إلى الصناعة، مرورًا بالبنية التحتية وإدارة الموارد المائية.
مشروعات عملاقة
وأشار القصاص إلى مشروع استصلاح 500 ألف فدان، الذي يُعد خطوة عملاقة نحو توسيع الرقعة الزراعية، إضافة إلى إنشاء مجتمعات سكنية متكاملة توفر المسكن والخدمات وفرص العمل للمواطنين.
كما أكد أن الدولة أنشأت شبكة من الأنفاق الحديثة مثل أنفاق قناة السويس، والتي غيرت جذريًا من واقع الحركة بين سيناء والدلتا، وجعلت من سيناء جزءًا متصلًا وفاعلًا في منظومة النقل والاقتصاد القومي.
من الأنفاق إلى السكك الحديدية
وتابع: "دخول القطارات إلى أرض سيناء يمثل جزءًا من منظومة النقل المتكاملة، ويعزز من فرص الاستثمار في المنطقة، ويقدم حوافز حقيقية للمستثمرين، مما يدعم استراتيجية توطين السكان وتوزيع الكثافة السكانية بشكل متوازن".
وأضاف أن كل هذه المشروعات لا تأتي كرد فعل على التحديات الأمنية فقط، بل كجزء من خطة طويلة الأمد لتغيير ملامح سيناء، وربطها بالوادي والدلتا، وتوفير خدمات التعليم والصحة والمرافق العامة، بما يُعزز من جودة حياة المواطنين هناك.