ذكرى رحيل كروان التلاوة.. من هو الشيخ السيد متولي؟

تحل اليوم ذكرى رحيل الشيخ السيد متولي أحد أعلام دولة التلاوة، والذي عرف بـ «كروان التلاوة»، فمن هو السيد متولي؟
من هو السيد متولي؟
ولد الشيخ السيد متولي عبد العال، 26 أبريل عام 1974م، بقرية الفدادنة بمركز فاقوس بمحافظة الشرقية.
في أسرة فقيرة يعمل عاهلها مزارعًا بسيطًا، وُلد القارئ الشيخ السيد متولي عبد العال، ومنذ طفولته وهبه والده لحفظ كتاب الله، فألحقه بكُتاب القرية، وقدمه إلى الشيخة "مريم السيد رزيق" لتحفظه آيات الذكر الحكيم، وتوسمت فيه الشيخة مريم آيات النباهة وعلامات النبوغ، فأولت اهتمامًا كبيرًا به عن سائر أقرانه.
وقد اعترف الشيخ الراحل في الكثير من اللقاءات الإذاعية والتلفزيونية عن فضل الشيخ مريم على مسيرته في حفظ القرآن الكريم، وأنه لولاها لم بلغ شيئا.
ومع التحاقه بالمدرسة الابتدائية، واصل الصبي الصغير الذهاب إلى كُتاب الشيخة مريم ليتم حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة، هنا أتمت الشيخة مهمتها، وكانت الخطوة الثانية، أن يتمكن من تلاوة القرآن وتجويده معًا، وكان ذلك على يد الشيخ «الصاوي عبد المعطي» مأذون القرية برواية حفص باتقان مكنه من تلاوة القرآن بجوار عمالقة القراء، ثم واصل تعلم علوم القرآن والقراءات على يد الشيخ طه الوكيل ليذيع صيته في محافظة الشرقية.
عندما توفي الشيخ صاوي عبد المعطي، خلفه تلميذه السيد متولي عبد العال في المأذونية، فأصبح مأذون بلدة الفدانة، فجمع بين المأذونية والتلاوة، وطارت شهرته من قريته إلى عموم قرى الشرقية، ليمتد صيته بعد ذلك في مصر والعالم العربي والإسلامي.
قرأ الشيخ السيد متولي بجوار مشاهير القراء الإذاعيين أمثال الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود علي البنا، والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ حمدي الزامل، والشيخ السعيد عبد الصمد الزناتي.
ورغم الشهرة العريضة التي حققها الشيخ السيد متولي عبد العال، إلا أنه لم يصبح قارئًا معتمدًا لدى الإذاعة إلا بعد سن الخمسين، لكنه وصل إلى قلوب وآذان مستمعيه من خلال شرائط الكاسيت، التي جعلته أشهر قارئ خارج الإذاعة، وتفوق على كثير من قراء الإذاعة من حيث الشهرة وحب الناس له.
وقد سجل القرآن لبعض الإذاعات العربية والإسلامية، وسافر الشيخ سيد متولي إلى كثير من الدول العربية والإسلامية والأفريقية لإحياء ليالي شهر رمضان وتلاوة القرآن الكريم بأشهر المساجد هناك.
وكان القارئ الشيخ السيد متولي عبد العال ـ رحمه الله ـ يرى أن أهم ما يجب أن يتوفر لدى قارئ القرآن هو إخلاص النية لله، ومراعاة الله في تلاوة آياته، فلن يصل قارئ إلى قلوب الناس إلا بوجود هذا الإخلاص، كما كان يرى أن التقليد لن يصل بالقارئ لشئ، بل يجب أن يكون له لونه الخاص المميز عن غيرة، فالصورة لن تُغني عن الأصل.
وفي 16 من يوليو عام 2015م، توفي القارئ الشيخ السيد متتولي عبد العال بعد مسيرة نورانية أمضاها في حفظ وخدمة كتاب الله عز وجل.