باحث: عملية السور الحديدي الإسرائيلية هدفها تفكيك المنطقة العربية

حذر الدكتور محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، من أن عملية "السور الحديدي" الإسرائيلية تهدف إلى تفكيك المنطقة العربية وتعزيز حالة عدم الاستقرار، مؤكدًا أن سياسات الاحتلال تنتهك القانون الدولي بشكل منهجي
و أوضح الديهي في مداخلة هاتفية لقناة "اكسترا نيوز" أن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ليست سوى حلقة في سلسلة من العمليات التي تهدف إلى "تدمير المنطقة العربية واستمرار الصراع"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تسعى إلى تصوير نفسها كـ"مدافعة عن حقوقها" بينما تقوم بترسيخ احتلال الضفة الغربية، وهو ما يتناقض مع القانون الدولي.
فرض واقع جديد
وأضاف: سياسات إسرائيل تتجاوز كل قواعد القانون الدولي، سواء في زمن السلم أو الحرب، ما يحدث في غزة اليوم هو محاولة لفرض واقع جديد يعتمد على الفوضى.
وكشف الديهي عن استراتيجية إسرائيلية تاريخية تعتمد على إبقاء الصراع مع الجوار العربي حيًا لتجنب مواجهة الانقسامات الداخلية، مستشهدًا بتصريحات لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون الذي أكد ضرورة استمرار الصراع لضمان التماسك الداخلي.
وتابع: نتنياهو يواجه قضايا فساد وانقسامات مجتمعية، والحرب هي أداة لصرف الانتباه عن هذه الأزمات،إسرائيل تعيش على وهم التهديد الخارجي لتبرير عنصريتها وتطرفها الداخلي.
ازدواجية الغرب
وانتقد الباحث موقف المجتمع الدولي من الانتهاكات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إسرائيل "نشأت في ظل فوضى دولية وتستمر بفضل دعم القوى الكبرى"، لافتًا إلى دور اللوبي اليهودي في التأثير على صناعة القرار، خاصة في الولايات المتحدة عبر جماعة "أيباك"
وأكد أن بعض الدول الأوروبية تدعم إسرائيل بشكل غير مباشر خشية عودة اليهود إليها، قائلًا: أوروبا ترفض الاعتراف الكامل بجرائم الاحتلال لأنها تفضل بقاء اليهود في الشرق الأوسط بدلًا من عودتهم لأوروبا.
الدبلوماسية الشعبية وكسر الرواية الإسرائيلية
أشاد الديهي بدور الإعلام العربي والمصري في فضح الانتهاكات الإسرائيلية، خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي كسرت "أسطورة المظلومية الإسرائيلية"، كما أكد على أهمية الزيارات الميدانية للصحفيين الدوليين لغزة، والتي نظمتها الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، في كشف الحقائق.
واختمم محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، محذرً أن استمرار السياسات الإسرائيلية سيزيد من معاناة الفلسطينيين، داعيًا إلى ضغوط دولية حقيقية لوقف العدوان، مضيفًا إسرائيل تعيش في فقاعة منعزلة، لكن الحقائق التي تكشفها الشعوب ستجبرها يومًا على تحمل تبعات جرائمها.